علّق الخبير الاقتصادي الدّكتور جاسم عجاقة، في حديث لـ"النشرة"، على الزّيادة الّتي أُقرّت يوم أمس، على رواتب الموظّفين في القطاع العام، سائلًا: "من أين ستأتي الحكومة بالأموال لدفعها؟"، بالرّغم من تشديده على حقّ الموظّفين بالحصول على الزّيادات.
وأشار إلى أنّنا أمام احتمالَين، الأوّل أنّ هناك أموالًا مخبّأةً في مكان ما، الأمر الّذي يستبعده لأن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن أنّ هناك 150 مليون دولار "كاش" و850 مليون "لولار" و100 تريليون ليرة لبنانيّة، وبالتّالي هذه الأموال لا تكفي لدفع هكذا زيادات. أمّا الثّاني فهو أنّهم سيعطون هذه الأموال باللّيرة أو بالدولار الّذي يستبدل باللّيرة، الأمر الّذي سيترك تداعيات على سعر صرف الدولار.
وأوضح عجاقة أنّ الأكيد أنّ الأموال غير متوفرة، داعيًا إلى الأخذ بالاعتبار أنّ جميع هذه الزّيادات هي عبارة عن مساعدات، وبالتّالي من الممكن أن تتوقّف في أيّ لحظة.
وردًّا على سؤل حول إمكانيّة أن يكون التّمويل عبر فرض المزيد من الضرائب والرسوم، شرح أنّ هذا الأمر يعني تلقائيًّا تراجُع القدرة الشّرائيّة، مذكّرًا بأنّه في الأصل الاقتصاد الرّسمي في لبنان كان قد تراجع لصالح الاقتصاد غير الرّسمي، أي التّهرّب الضّريبي.
كما لفت إلى أنّ الإيرادات الّتي وُضعت في الموازنة العامة لن تتحقّق، خصوصًا أنّه حتّى لو صارت الأمور كما تصوّرت الحكومة، هناك تداعيات الحرب في جنوب لبنان، الّتي سيكون لها ارتدادات اقتصاديّة تتمثّل في خسارة الأموال، معتبرًا أنّ هذا العامل وحده يؤثّر سلبًا على الاقتصاد.
وتوقّع الدّكتور عجاقة لكي تتمكن الحكومة من الاستمرار، في المرحلة المقبلة، أن تذهب إلى فرض دفع الضّرائب والرّسوم بالدّولار.