أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أنّ "مشاكل العالم باستسهال القتل والحرب والدّمار، وتشريد المواطنين الأبرياء وجعلهم عرضة للجوع والعطش والمرض والتّعب، متأتّية كلّها من حالة الخطيئة".
ولفت، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كنيسة الصّرح البطريركي في بكركي، إلى أنّ "هذا ما نشهده في حرب الإسرائليّين على غزة مثلًا، وفي مأساة الشعب الفلسطيني، ونحن نُدينها أشدّ الإدانة، ونرفض صمت دول العالم خوفًا على مصالحها، مضحّيةً بشعب محروم من أرضه، ومن حقّه بدولة خاصّة به وفقًا لقرار 181 لمنظمّة الأمم المتحدة المصوّت عليه في 29 تشرين الثّاني 1947؛ بشأن قسمة فلسطين إلى دولتَين: عبريّة وعربيّة وتحديد حدودهما"، مركّزًا على "أنّنا نشجب بشدّة حرب الإبادة الجارية في غزّة ، نطالب العالم بإيقافها".
وشدّد الرّاعي على "أنّنا في لبنان نبتغي عدم الإنزلاق في هذه الحرب العمياء والحقود، وحماية الجنوب والمواطنين، والذّهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، من أجل انتظام المجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة"، مبيّنًا "أنّنا من هذا المنطلق، ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة تكتل "الاعتدال الوطني"، وإلى مساعي "لجنة السّفراء الخماسيّة"، راجين للإثنين النّجاح؛ وشاكرين لهم على الجهود والتّضحيات".
وووجّه في عيد المعلّم، تحيّةً إلى "كلّ معلّم ومعلّمة في مدارسنا الرّسميّة والخاصّة وفي مدارسنا الكاثوليكيّة وفي المدارس المجّانيّة، ونقول لهم: أنتم نجاة لبنان من الأميّة القاتلة، وأنتم تهيّؤون الأسس لدخول الجامعات، حيث بفضل المحاضرين فيها والمحاضرات يتخرّج طلّابنا بأرفع المستويات العلميّة، على ما تشهد الجامعات في العالم الّتي يواصلون فيها اختصاصاتهم".
وأضاف: "كونوا على ثقة، أيّها المعلّمون والمعلّمات، أنّ الكنيسة بجانبكم، تعرف معاناتكم وتدعم مطالبكم. إنّها معنيّة بالمحافظة في آن على المدرسة والمعلّم والتّلميذ والأهل. ونرجو أن نتجاوز الأزمة الاقتصاديّة والماليّة بالتّعاون والتّضامن".
وأكّد الرّاعي "أنّنا معكم نرفع الصّوت إلى المسؤولين السّياسيّين، لكي يخرجوا من بوتقة مصالحهم الشّخصيّة والفئويّة، وينهضوا بالبلاد سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا؛ فهم أنفسهم مسؤولون عن حالة الشّلل في الدّولة ومؤسّساتها. فيا ليتهم يتواضعون ويقرّون بأخطائهم ويصحّحون أداءهم، ليسلم لبنان واللّبنانيّون!".