أشار وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بعد لقائه نظيره البرازيلي ماورو فييرا، إلى أنّ "البرازيل هي بيتنا الثّاني، لأنّه قطعًا لدينا لبنانيّون هناك أكثر من لبنان، ففي ساو باولو وحدها لدينا لبنانيّون أكثر ممّا لدينا في لبنان، ما يعني أنّ البرازيل هي البيت الأوّل للبنانيّين حول العالم؛ وهم ناجحون ويساعدون في السّياسة والاقتصاد وفي كلّ جوانب الحياة في البرازيل".
ولفت إلى أنّ "فييرا جاء لزيارة الأردن، رام الله ولبنان، ولم يمرّ على إسرائيل، وهذه رسالة مهمّة تعطيها البرازيل لكلّ العالم"، مشدّدًا على أنّ "ما يحدث في غزة غير مقبول من تهجير وقتل لأهالي القطاع، وقد تمّ تدمير كلّ شيء، ومن غير المقبول أن تكون هناك مجاعة في القرن الحادي والعشرين، وألّا يتمكّن المجتمع الدولي من توفير الطّعام لمن يحتاجه".
ورحّب عبدالله بـ"موقف البرازيل من وضع وكالة "الأونروا"، الّتي تمثّل أهميّةً كبرى، لأنّه تمّ إنشاؤها بعد فشل الأمم المتحدة في فرض حلّ الدّولتين، لأنّهم أنشأوا دولةً واحدةً والباقون أصبحوا لاجئين، لذا كانت "الأونروا" لمساعدتهم"، مؤكّدًا أنّ "الآن لا يمكننا إيقاف عملها حتّى تكون هناك دولة فلسطينيّة، وبعد ذلك لن تكون هناك حاجة للوكالة، ولكن الآن نحتاج إليها في لبنان وفلسطين والأردن وكذلك في سوريا".
وركّز هلى أنّه "إذا لم يتمّ دعم الفلسطينيّين في هذه الدول من قبل "الأونروا"، فسيذهبون إلى التطرف، وسيشكّلون تهديدًا حقيقيًّا ليس فقط بالنّسبة لنا نحن البلدان المضيفة، ولكن أيضًا للمنطقة بأكملها وللعالم. ما نريده من "الأونروا" هو أن تعطيهم نوعًا من الحياة الكريمة، ونأمل أن تستمرّ في عملها".
كما أوضح "أنّنا بحثنا في موضوع جنوب لبنان، وأكّدت للوزير الضّيف أنّنا لا نبحث عن الحرب ولم نفكّر أبدًا بها، ونحن نريد التّنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التّابع للأمم المتحدة رقم 1701، ما يعني أنّ إسرائيل لديها الكثير من أراضينا يجب إعادتها لنا، وأن يعود كلانا إلى الحدود الّتي وضعها البريطانيّون والفرنسيّون عام 1923"، مبيّنًا أنّ "هذه الحدود تمّ التّصديق عليها من قِبل لبنان وإسرائيل عام 1949، تحت رعاية الأمم المتحدة في اليونان".
وشدّد بوحبيب على أنّ "ما نريده هو أن نعود إلى الحدود الدّوليّة، وإعادة الأمن والاستقرار إلى حدودنا وإلى جنوب لبنان، الّذي يعاني من عدم الأمان واللاستقرار منذ منتصف ستينيّات القرن الماضي"، مضيفًا: "البرازيل عضو في مجلس الأمن الدولي، ولها تأثير كبير في أميركا اللاتينيّة وفي إطار مجموعة "البريكس"، ونعلم أنّها تقف إلى جانبنا في هذا الموضوع. كما أنّ البرازيل ساهمت في اليونيفيل وعبر 200 عنصر" .
بدوره، ذكر فييرا أنّها "زيارتي الخامسة الى لبنان. المرة الاخيرة التي كنت فيها هنا كانت في العام 2015، حين كنت رئيسا للوزراء في تلك الفترة، حيث زرت وقتها القوات البرازيلية العاملة في الجنوب، والتي تدعمها البرازيل وستستمر بدعمها. لكن هذه المرة وبالرغم من فترة زيارتي القصيرة، التقيت رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الخارجية اللبنانية وسألتقي اليونيفيل".
وأوضح أنّ "لقائي اليوم بحث بدعم البرازيل لتطبيق القرار 1701، ونحن لم نعد عضوا في مجلس الامن لكننا نعمل مع باقي الدول لدعم الاستقرار على الحدود اللبنانية"، مشيرًا إلى "أنّنا بحثنا كذلك في ما يجري في غزة، وابلغت بوحبيب بأننا ندعم حل الدولتين. ونحن خلال رئاستنا لمجلس الامن السنة الماضية، عملنا بجهد لمحاولة التوصل الى قرار أقله لوقف اطلاق نار مؤقت واطلاق كل الاسرى الاسرائيليين، وضمان المساعدات الانسانية لغزة وحماية المدنيين في غزة. لكن للاسف لم يتم الموافقة على القرار الذي طرحناه، ورفعت دولة واحدة الفيتو في وجهه، بينما ابدت 12 دولة موافقتها عليه، في الوقت الذي كان هناك 3 الاف قد قتلوا حينها نتيجة الصراع".