أشار عضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النّائب أنطوان حبشي، إلى أنّ "14 آذار كانت نتيجة مسار طويل، ولم تكن صنع قيادات، بل شعب سبق القيادات تحت عنوان واضح ومحدّد: السّيادة، الحرّيّة والاستقلال. وعندما تمّت المساومة على السّيادة، العنوان الأساسي الّذي رفعه اللّبنانيّون، فشلت 14 آذار".
وركّز، خلال ندوة حواريّة نظّمتها كليّة التّاريخ والعلاقات الدّوليّة في الجامعة اليسوعيّة في بيروت، في ذكرى 14 آذار، تحت عنوان: "مش بين ليلة وضحاها تحقّق الاستقلال الثّاني... أي استقلال ثالث نريد؟"، على أنّ "اللّبنانيّين كانوا بانتظار حوكمة في دولة حقيقيّة قادرة على تأمين حقوقهم اليوميّة، لكنّ ذلك لم يحدث، فانتفض اللّبنانيّون في 17 تشرين الأوّل 2019".
ولفت حبشي إلى أنّ "في وجه 14 آذار من قبل بها ودعمها، ومَن رفضها وأكمل لعب دور السّوري في لبنان، إنّه "حزب الله"، والتجربة ذاتها تكرّرت في 2019، بين مَن ضرب الثّوار واستعمل القوى الأمنيّة بوجههم، ومَن وقف مع ثورة النّاس".
وأعرب عن استغرابه "كيف أنّ مَن يطالب بعدم تصنيف النّاس هو (أي حزب الله) من يصنّف، ومَن يطلب عدم المراهنة على الخارج، هو الّذي يراهن عليه اليوم بانتظار إيصال رئيس جمهوريّة لا يخرج عن طاعته".
كما أوضح أنّ "نتيجة تطبيق القرار 1701 المجتزأ، استعمل السّلاح في داخل الشّوارع اللّبنانيّة، بينما أمن الأمان لإسرائيل على الحدود"، مشدّدًا على "أنّنا اليوم، إذا أردنا الحديث عن استقلال ثالث، وبينما يُحكى عن الـ1701، نطالب بأن تؤمّن شروط السّيادة أي حصر السّلاح في يد الدّولة، وعليها حصرًا اتخاذ القرارات الاستراتيجيّة كالحرب والسّلم".
واعتبر حبشي أنّ "مع "حزب الله" من غير الممكن بناء دولة أبدًا. ولذا، أصبحت إعادة النّظر بالتّركيبة اللّبنانيّة ضروريّة، حتّى إيجاد طريقة لفصل يوميّات اللّبناني الذي يعيش من دون دواء وكهرباء، عن المشاكل السّياسية الّتي يبدو أنّ أُطر حلّها غير واضحة في المدى المنظور".