ينقل الاعلام الاسرائيلي أجواء تشاؤمية حول صفقة التبادل بين الاسرائيليين وحركة حماس، فالتفاوض في الدوحة قد لا تختلف نتيجته عن التفاوض السابق في القاهرة، فلا حركة حماس مستعدة للتخلي عن مطلب وقف الحرب أو تأمين الضمانات للحديث بوقف الحرب والانسحاب الاسرائيلي من غزة، ولا الاسرائيلي بوارد وقف الحرب بعد، فما هو مصير الجبهة الجنوبية بحال سقطت المفاوضات بشكل نهائي؟.
بعد فترة قصيرة من تراجع حدّة المواجهات، عاد التصعيد إلى الجبهة الجنوبيّة، في الأيام الماضية، على وقع الحديث عن تراجع في احتمال نجاح المفاوضات الهادفة للوصول لإتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتزامن مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على رفض كل الدعوات لتجنب الذهاب إلى مواجهة عسكرية في رفح، يقول أنها ضرورية لتقديم صورة الانتصار لاسرائيل.
هذا الواقع، يدفع إلى السؤال حول مصير الجبهة الجنوبيّة، في حال بادر الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف عمليّاته بإتّجاه رفح، على إعتبار أنّ هذه المدينة، بعد أن باتت تمثل رمزيّة خاصة، قد تكون العامل الحاسم لتصعيد كبير على مستوى المنطقة، من غير المرجح أن يبقى لبنان بعيداً عنه، خصوصاً أنه كان جبهة المساندة الأولى التي بادرت إلى التحرك.
في هذا المجال، يطرح في بعض الأوساط سيناريوهين أساسيين حول مستقبل الجبهة: الأول هو الذهاب إلى تصعيد كبير، يتخطّى ما هو قائم في الوقت الراهن، لناحية حجم الضربات ومداها، سواء في الداخل الإسرائيلي أو داخل لبنان، أما الثاني فهو أن تحافظ المواجهات على وتيرتها الحاليّة، على قاعدة عدم قدرة الجانبين على تحمّل ما هو أبعد من ذلك، وتوجه التصعيد باتجاه جبهات أخرى في محور مساندة غزّة.
بحسب مصادر متابعة فإن السيناريو الأول قد يكون غير قابل للتحقق اليوم بسبب كل ما بات معروفاً من مواقف تستبعد الحرب الواسعة بين لبنان واسرائيل، مشيرة الى أن التصعيد قد ينطلق من اليمن والعراق لاعتبارات كثيرة تأخذ في عين الاعتبار الأهداف وزيادة الضغوط التي يُراد التي يُراد تحقيقها، وبالتالي فقد يكون السيناريو الثاني هو المنطقي، ولكن هل هذا يعني أن الجبهة اللبنانية لن تشهد مفاجآت؟.
لا تستبعد المصادر حصولها خلال هذه الحرب، ومنها ما كانت اسرائيل بادرت إليه من خلال إدخال بعلبك الى ساحة اعتداءاتها، ومؤخراً استهداف سيارة قرب الحدود اللبنانية السوريّة من جهة المصنع، وبالتالي كل المفاجآت متاحة، ومن جهة حزب الله لا تستبعد المصادر أيضاً أن يكون هناك ما ليس في الحسبان يتمثل بنوعية العمليّات، ونوعية الأسلحة المستخدمة حيث قد نشهد استخدام أنواعًا جديدة في المرحلة المقبلة بحال اقتضت المصلحة ذلك.
قد لا يعني سقوط التفاوض "الحرب الواسعة في لبنان"، ولكنه بالتأكيد سيعني إطالة أمدها، وإطالة أمد تداعياتها، سواء كانت المباشرة المتعلقة بالخسائر البشريّة والمادّية، أو غير المباشرة المتعلّقة بالسياسة انطلاقاً من رئاسة الجمهورية.