أشار السّفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، خلال إطلاق السفارة الإيرانية في بيروت، بالتّعاون مع "لجنة دعم المقاومة في فلسطين"، السلّة الرّمضانيّة السّنويّة الّتي توزعها على أبناء الشعب الفلسطيني في كلّ المخيمات الفلسطينية في لبنان، خلال احتفال أقامته في باحة القنصليّة الإيرانيّة- بئر حسن، إلى أنّ "هذه المحطّة السّنويّة هي أوّلًا واجب يمليه علينا إيماننا وضميرنا الإنساني، وهي قليل قليل أمام جهاد هذا الشّعب الصّامد ومقاومته الشّريفة الّتي أرعدت فرائس الكيان الصّهيوني، من خلال عمليّة "طوفان الأقصى" البطوليّة الّتي جرفت معها ما تبقّى من ردع وعنجهيّة إسرائيليّة".
ولفت إلى أنّها أيضًا "مناسبة للتّأكيد على التّضامن الكامل لشعبنا في إيران مع أهلنا وإخواننا في قطاع غزة، الّذين يتعرّضون منذ أكثر من 170 يومًا إلى إبادة جماعيّة وأبشع المجازر وأكثرها دمويّةً على مرّ التّاريخ، راح ضحيّتها حتّى الآن ما لا يقلّ عن 32 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين".
وأعرب أماني عن "الأسف العميق لغياب أيّ تحرّك فاعل من الّذين كانوا يَعتبرون أنّ القضية الفلسطينية قضيّتهم، لوقف الحرب المدمّرة على قطاع غزة"، مشدّدًا على أنّ "هذا الصّمت المُطبق والمُريب يؤلم قلوبنا ويُشعرنا بالأسى، ويدفعنا للتّساؤل: إلى متى سيدوم عدم الاكتراث إلى أنين النّساء والأطفال والمظلومين؟ ولماذا هذا التّقاعس من مجلس الأمن وسائر المنظّمات الدّوليّة المسؤولة عن القيام بدورها لوقف هذه المأساة الإنسانيّة، ومواجهة سياسة المجاعة والتّجويع الّتي يمارسها الكيان الصهيوني اللاإنساني ضدّ سكان القطاع وخاصة الأطفال؟".
وتساءل: "هل إن تلك المؤسّسات الدّوليّة عاجزة عن العمل ولا جدوى مرتجاة من وجودها، أم أنّ هناك أسباب أخرى، على رأسها السّيطرة الأميركيّة والإسرائيليّة، تحول دون أدائها لواجبها الإنساني، وتجعلها مكبّلةً بالسّياسات والتّدخّلات الخارجيّة؟".
كما ركّز على أنّ "المشاهد المأساويّة الّتي نراها في غزة يومًا بعد آخر، ليست قصصًا تُحكى، بل هي مآسٍ وأوجاع يجب أن تُحيي الضّمائر لمن بقي له قلب. إنّنا أمام معركة الحقّ مقابل الباطل، وهو ما يتطلّب منّا جميعًا الوضوح في الخيارات، والوقوف بحزم إلى جانب أصحاب الحقوق ونصرتهم، لاستعادة أرضهم ومقدّساتهم"، مبيّنًا أنّه "كلّما طال أمد هذه المعركة، تتقلّص مساحة الوقوف في الوسط، ويصبح من المتعذّر على بعض المتردّدين اتخاذ المواقف الرّماديّة إزاء الاحتلال والظّلم".
وأكّد أماني "أنّنا لا نتوقّع من هؤلاء دعم المقاومين في غزة بالسّلاح والعتاد، لكن ما ندعوهم إليه هو مدّ الشّعب الفلسطيني بالمساعدات والدّعم الإنساني وسبل الحياة اللّازمة للاستمرار بالصّمود وتمهيد دخول المساعدات، هذه هي أدنى الواجبات الّتي تُحتّمها الإنسانيّة والقيم الأخلاقيّة تجاه فلسطين وأهلها".
وأضاف: "هذه المعركة الشّجاعة الّتي يخوضها الشعب الفلسطيني بوجه إسرائيل، هي معركة وجود ومصير، ويجب على جميع الجهات الّتي تبتغي تحرير فلسطين، سواء التّحرير الكامل أو الجزئي، أن تتّحد وتتضامن وراء هذا العنوان الجامع، وأن تحمي حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وسائر فصائل المقاومة الفلسطينيّة".
وشدّد على أنّ "القدس وغزة تستحقّان من الأمّة جميعًا أن تقف موقفًا واحدًا موحّدًا إلى جانبها بوجه العدو الصّهيوني، سبب كلّ الويلات والمصائب الّتي تعاني منها شعوب أمّتنا"، معتبرًا أنّ "التّغييرات الّتي نراها شاخصة في فلسطين والمنطقة، ودخول الشّعوب إلى السّاحة لأداء دور أساسي على صعيد تقرير المصير وتعزيز المقاومة، يخلق بلا شكّ فرصًا واعدةً للتّحرير واستعادة الأرض، عبر التّمسّك بخيار المقاومة الّذي أثبت نجاعته في ميدان العمل".
بدوره، ذكر مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله" النّائب السّابق حسن حب الله، أنّ "كالعادة في كلّ عام، نجتمع لنتقبّل الهديّة السلّة الغذائيّة الرّمضانيّة إلى أبناء الشعب الفلسطيني في مخيّمات اللّجوء في لبنان، وهذه العادة الّتي دأبت عليها إيران واحدة صغيرة من الدّعم المتواصل لفلسطين، كلّ فلسطين، الدّعم المتواصل الّذي يتطلّع إلى إنجاز التّحرير الكامل وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشّريف".
وأشار إلى أنّ "إيران لم تبخل لا بالسّلاح ولا بالمال ولا بالعتاد ولا بالتّدريب ولا بالتّصنيع إلى آخره، لم تبخل على الشعب الفلسطيني الّذي يقود معركة الآن من أقسى وأعتى المعارك ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، بل في تاريخ العالم".
وأوضح حبّ الله أنّ "لأوّل مرّة، تقوم إسرائيل في عدوانها هذا على قطاع غزة بتجويع الشّعب الفلسطيني من أجل تركيعه، وهي تمنع المساعدات، إذ تأتي الطّائرات الإسرائيليّة لتقصف المساعدات ومن يريد أن يأخذ تلك المساعدات من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث قتلت المئات. هذه هي الحرب البشعة الّتي تقودها إسرائيل ضدّ الشّعب الفلسطيني، ولكنّها لن تحقّق هدفها، ولن يتهجّر فلسطيني بعد اليوم لا من غزة ولا من غيرها". وأكّد أنّ "مشروع التّهجير انتهى وقد أسقطته المقاومة، وهذا المشروع لا يمكن أن يمرّ لا من صفقة القرن ولا من غيرها من الصفقات الّتي تعدّها الإدارة الأميركية".