عندما نتحدّث عن عيد "الفصح" لا يُمكن إلا أن نتطرّق فوراً الى "المعمول"... في أسبوع الالام تجتمع النساء لصناعة "المعمول بالفستق"، "الجوز" أو "التمر" هذه كانت إجمالاً من العادات والتقاليد لدى المسيحيين في زمن القيامة.
كان سليم ينتظر بفارغ الصبر حلول عيد الفصح لتناول المعمول الذي تصنعه والدته، ولكن للأسف ومع بدء الأزمة الاقتصادية في العام 2019 غاب عن المنزل، وشيئاً فشيئاً ومع مرور السنوات بدأت الأمور تعود الى مجاريها. للأسف المحال التجارية إستفادت كثيراً نتيجة إرتفاع الأسعار وغلاء المكونات ولكن رغم ذلك يأبى المواطن اللبناني إلا أن يحتفل بهذا العيد بكامل عاداته وتقاليده.
عندما تسأل في المحال التجارية عن "المعمول" تلاحظ أن الحركة بدأت أيضا تعود الى طبيعتها، ما يعني أن الناس إما تشتريه من الأسواق أو تقوم بصنعه. وهنا يشير الشيف عماد عراوي عبر "النشرة" الى أن "هناك فارقا في الأسعار بين التمر والجوز والفستق والأول هو الأقل ثمناً"، وينصح باستبدال الحشوات "بالكاجو" لأنّه الأقل سعرا من الفستق والجوز، والمشكلة أن السوق عالمي وما يرفع ثمن الأشياء هو الطلب عليها".
"ما يُمكن القيام به هو ادخال مكوّن جديد الى "الحشوة" ألا وهو الكاجو". وهنا يلفت الشيف عراوي الى أنه "يُمكن خلط الجوز مع الكاجو في المعمول وحتى يُمكن اللجوء الى صنعه بالكاجو أولا لأن ثمنه أرخص وثانياً لأن طعمه لذيذ جداً"، ويضيف: "المشكلة الأكبر هي في الفستق في هذه الأيام ثمن كل شيء مرتفع خصوصا إذا أردنا أن صناعة الحلوى المذكورة على أصولها "بالفستق الحلبي" والسمن الحيواني"، شارحا أن "العجينة تتضمن صحين الفرخة، السميد، حليب بودرة وسمنة، ماء الزهر، ماء الورد وسكر أسمر".
لا شك أن الصناعة المنزليّة هي الاقل كلفة. وهنا يشير الشيف عماد الى أن "الأسعار تتراوح بين 10 و20$ لكيلو التمر مثلاً، الجوز 15$ للكيلو، الفستق تبدأ أسعاره من 20$ وصعوداً، بينما في المنزل كيلو المحشوّ بالتمر لا يكلّف أكثر من 500 ألف ليرة، وهنا يجب أن نتنبّه الى شيء أساسي الا وهو وضع السمن الحيواني الاصلي، لأن البعض يلجأ الى وضع الزبدة وهذا خطأ ويتسبب في أن تصبح أكثر قسوة"، ويلفت الى وجود غشّ في "الفستق الحلبي" كون تكلفته مرتفعة جداً، وإذا كان لونه فائق الخضرة بشكل كبير يكون مشكوكا بأمره إذ يُمكن أن يحتوي على ملوّن غذائي أو خليط من مواد أخرى"، معتبرا أن "بيع الكيلو في الاسواق بـ25$ هو قليل نسبة للكلفة المرتفعة للمكوّنات المستعملة، وبالتالي إحتمال أن لا يتضمّن موادَ سليمة".
في المحصّلة يحلّ عيد الفصح، مع القائم من بين الأموات، لأنّه المحور الأساس لحياتنا، ومعه بدأت تعود العادات والتقاليد الى طبيعتها لصنع المعمول والضيافة وغيرها...