احتفلت الطّوائف المسيحيّة الّتي تتبع التّقويم الغربي في النبطية بسبت النور، وترأس رئيس دير مار أنطونيوس في النبطية الأب جوزف سمعان قدّاسًا في كنيسة الدير.
وأشار في عظته، إلى أنّ "في هذا اليوم، تحتفل الكنيسة بسبت النور، أو السبت المقدّس، أو سبت الفرح. إنّه اليوم الّذي يلي الجمعة العظيمة ويسبق أحد القيامة، وهو اليوم الأخير من أسبوع الآلام. وهو سُمّي "سبت النور" لأنّ نور القيامة فاض فيه من قبر المسيح"، لافتًا إلى أنّه "يُدعى أيضًا سبت الغفران، حيث تتمّ رتبة المصالحة والتّوبة الجماعيّة، استعدادًا للعيد الكبير، عيد مصالحة المسيح لنا نحن البشر".
وركّز الأب سمعان على أنّ "الغفران والاستغفار هما عمل روحي، يأتي من الله، لأنّه وحده يغفر فهو قمّة الحبّ، والحبّ هو من الله، والحبّ هو الله ذاته، وأبرز ميزاته هي: خلق من جديد أي مرتبط بقيامة الربّ، عودة إلى الحياة: "كان ابني ميتًا فعاش"، انفتاح على الذّات، قبول النّعمة، والتّحرّر وتحرير الآخر، لأنّ الصّفح قادر على أن يغيّر معنى قوى الشرّ والهدم؛ ليحوّلها إلى قوى خير وبناء".
وشدّد على أنّ "الصّفح هو جواب الله على شرّ العالم، وبما أنّه يأتي منه، فإنّه يلزمنا بأن نجسّده في حياتنا ليأتي بالثّمار المرجوّة. إنّ المسيح يقودنا إلى أصل الصّفح، أي الى الآب"، مبيّنًا أنّ "بمغفرته لأعدائه وصالبيه، أدخلنا يسوع بمسيرة جديدة وأخرجنا من حدّة الانتقام، لأنّ الصّفح غفرانًا واستغفارًا، أناله أو أعطيه، هو بالنتيجة فصح؛ أي عبور من الموت إلى الحياة".
كما اعتبر أنّ "الصّفح هو زمن الانطلاقة الجديدة والمصالحة وزمن تنقية القلب، لنعيش بسلام. وبقدر ما ننفتح على الرّحمة، بقدر ما نفهم من هو الله. فالله يسامحنا دائمًا ومجّانًا طالما نرجع إليه تائبين. ونرجو من الله أن يحلّ السّلام على وطننا الحبيب، خاصّةً في هذه الظروف الصّعبة، ويعطينا الغفران والمسامحة لبعضنا البعض لنعيش سويّةً اخوة".