لقد آمنّا بقيامتك، وبكسرك "شوكة الموت"... وأما أنت، يا فادينا بصلبه، تعلم وحدك مواعيد خلاصنا في لبنان!.
صحيح أن قيامة إبن الإنسان من الموت، أسهل من قيامة شعب خليط، متنافر، متحازب وتائه!... ولكن لا شيء مُستحيلا عندك يا فادينا!.
لقد علمتنا يا مُعلم، أن خلاص البشر رهن إرادهم. وقُلت أيضا، إن أباك منَحَهم كل الحرية... وأكدت لنا، يا سيدي، أنْ بالإيمان يُنقل جبل الخطايا عن الوجدان، ويُرمى في البحر المُتوسط!.
قد جئنا في يوم القيامة، نسألك يا فادينا، أن انزَع عنا حُريتنا، لأننا لا ندري ماذا نفعل!.
إنزعها، لأن العُبودية خُبزنا اليومي، ولأننا لا نكن الوفاء إلا لعبوديتنا.
ساعدنا يا سيد، لنكون عبيدا لك أُمناء، فالعبد يستوحي الأمانة من سيده، ولا أمانة لدى أسيادنا الأرضيين!.
من هؤلاء، سيدي، تمرسنا في أصول الفساد، وتباهينا بشتى ألوان الخطايا!.
وهُم مَن أجبرونا على ارتياد يَمّ الرذائل، حتى غرقنا وأصابنا الهلاك!.
ولأننا من "الشعب المسكين"، وهكذا صنف من الشعوب غير مُؤهل للحرية... نرجوك، في قيامتك المجيدة، أن ترُدنا عبيدا!.
تائهون نحن، بين الصحارى وناطحات السحاب، وعباداتٍ شتى... إلا عبادتك يا سيد، فرُدنا إلى عبادة "الإله الواحد ضابط الكُل"...
خُذ منا الحُرية، لنشتري بها الخلاص!.
إن حريتنا كانت سببا لهلاكنا، فخير لنا أن ندخل الجنة عبيدا من أن تودي بنا حريتنا إلى الهلاك!.
إنزع عنا، يا سيد، كل عضو فاسد، ومُلوث في جسدنا، كي نستحق مواعيدك!.
إقبلنا في جنتك ولو مبتوري الأطراف، وبلا رؤوس، فرؤوسنا سبب بلوانا. وما نفع رؤوس منخورة تعلو كتفين انهكَتهُما؟!.
يا مَن أحييتنا بالموت صلبا... رجوناك، في قيامتك المجيدة، أن تعيد شراءنا، للمرة الأخيرة. اسمَح لنا ، يا فادينا، أن نُساعدك في حمل صليبك، مثل سمعان، فنستحق إذاك خلاصك!...
وأما أسيادنا الأرضيون، ورؤساؤنا الزمنيون، وسلاطين الأرض، فخلاصُهم، إن شاؤوا، بواسطة والدة الإله مريم، وكل الأنبياء والقديسين. ولمن يُنشد الخلاص، فإن دُروب الجلجلة في انتظار التائبين... إذا تابوا!...
فيا مَن أحيانا، بالموت صلبا، وحَرَّرنا... نرجوك ونتوسل إليك: رُدنا عبيدا عندك، أو أعِدنا خرافا، عندك أيها الراعي الصالح.
إن ثوب الحرية فضفاض علينا، وهامات فضائلنا نحيلة. إننا نتعثر في سيرنا بثوب حريتنا، ونحتاح الآن إلى أن ننزع عنا الحرية وكل مظاهر الجاه الدنيوي، لنستحق اللباس السماوي.
أنت يا من خلصت العالم بصليبك، ما رأيك يا فادينا أن تكون عبوديتنا الجديدة بابا لخلاصنا؟... ولكن لتكن مشيئتك يا رب، لا مشيئتنا!.