لفت المنسّق المقيم للأمم المتّحدة ومنسّق الشّؤون الإنسانيّة عمران ريزا، إلى أنّ "مخاطر التّصعيد تزداد في الجنوب اللّبناني، حيث أنّ الوضع هشّ في الأصل، وهناك نحو 91 ألف نازح، وهذا يتطلّب مزيدًا من الجهود الإنسانيّة. كما أدّى النّزاع إلى مقتل العديد من الأشخاص و17 عاملًا في المجال الإنساني، ووُجّهت ضربات إلى البنى التحتيّة وإمدادات المياه والرّعاية الصحيّة".
وأكّد، في مداخلة خلال اجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع السّفراء المعتمدين في لبنان والمنظّمات الدّوليّة، بهدف شرح الواقع الإنساني والوضع الحالي في الجنوب، أنّ "المدنيّين والبنى التّحتيّة المدنيّة ليسوا أهدافًا ويجب حمايتهم"، مذكّرًا بأنّ "منذ 6 أشهر، قامت الأمم المتحدة بتحشيد الموارد وإعادة توجيه المقاربات، وطلبنا المزيد من التّمويل، وقدّمنا المساعدة إلى نحو 35 ألف أسرة. كما أنّنا نضع آليّات التّعاون لضمان وصول المساعدات للأشخاص المستضعفين، وهذه الجهود مكمّلة للجهود الّتي تبذلها الحكومة".
وأشار ريزا إلى أنّ "المجتمع الدولي يعمل على تقديم المساعدة وتحويل الأولويّات ومصادر التّمويل للأشهر الثّلاثة المقبلة، ونسعى للحصول على نحو 70 مليون دولار أميركي"، مثنيًا على "عمل الحكومة والتزامها بتطبيق المبادئ لتقديم الدّعم والمساعدة".
من جهته، تحدّث وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، عن خطّة الاستجابة الّتي وُضعت بالتّعاون مع وكالات الأمم المتحدة وقادة الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات"، معلنًا أنّ "هناك نحو 91 ألف نازح من المناطق الحدوديّة في الجنوب، وأغلبهم يعيشون لدى أسرهم، ومن الضّروري دعمهم على المستوى طويل الأمد".
وأفاد بـ"استشهاد نحو 316 شخصًا وجرح نحو 909 أشخاص، إضافةً إلى استشهاد أفراد من الطّواقم الطّبيّة والاستشفائيّة، وحرق أكثر من 700 ألف هكتار من الأراضي، ونفوق عدد كبير من المواشي، وإصابة نحو 9 مراكز لتكرير المياه؛ إضافةً إلى عدد من المراكز الصحيّة أيضًا"، مبيّنًا "أنّنا خصّصنا نحو 4 ملايين دولار لأعمال الاستجابة عام 2023، وسنخصّص نحو 30 مليون دولار هذه السّنة أيضًا".
بدوره، قدّم الأمين العام للمجلس الأعلى للدّفاع اللّواء الرّكن محمد المصطفى، عرضًا لتطوير وتحديث الإطار العام لخطّة الاستجابة الوطنيّة الّتي أُقرّت في مجلس الوزراء قبل شهر، موضحًا أنّ "خطّة الاستجابة هي من ضمن التّوجيهات الاستراتيجيّة للحكومة اللبنانية للاستعداد والاستجابة والتّعافي، وعمليّات التّصرّف الدّائمة لغرفة العمليّات الوطنيّة".
وركّز على أنّ "الخطّة تحاكي سيناريوهات عدّة محتملة للكوارث، الزّلازل، الهزّات الأرضيّة، وتنسيق وإدارة المساعدات الخارجيّة، وهي عقدت بتوجيه من ميقاتي أكثر من اجتماع للتنسيق".
أمّا مسؤولة مكتب تنسيق الشّؤون الإنسانيّة في الأمم المتّحدة كريتسن كونتسن، فعرضت للعمل الّذي يقوم به المكتب، لافتةً إلى "أنّنا نعمل منذ 6 أشهر على حشد الدّعم والمساعدة للعمل الطّارئ في لبنان. ولقد حصلنا على نحو 7,5 مليون دولار جديد، كما نحاول الحصول على 4 ملايين دولار جديدة". وكشفت "أنّنا قدّمنا المساعدات الى نحو 19 ألف أسرة، والمساعدات هي على شكل مساعدات غذائيّة ومادّيّة، والقدرة للوصول إلى الخدمات الأوّليّة والحماية لأولئك المتأثّرين بالاحداث".
على صعيد منفصل، التقى ميقاتي سفيرة قبرص في لبنان ماريا حجي تيودوسيو، وتمّ خلال اللّقاء عرض للأوضاع العامّة والعلاقات بين البلدين.