تساءل مفتي صيدا وأقضيتها الشّيخ سليم سوسان، "أما آن الأوان أن يفهم العالم أنّ الكيان الصّهيوني وُجد وقام من أجل اغتيال إنسانيّة الإنسان وتدمير آماله وأخلاقه، ومن أجل أن يجعل العالم على فوهة بركان؟ ألا يرى العالم المجازر الإسرائيليّة الوحشيّة النّازيّة الجديدة في شمال غزة ووسطها وجنوبها، الّتي تؤكّد أنّ حرب الإبادة الجماعيّة والمجاعة القاتلة الّتي تعصف بسكان القطاع، مستمرّة فصولًا بوحشيّة متصاعدة رغم مواقف الاستنكار؟".
وأشار، خلال تأديته صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد بهاء الدين الحريري في صيجا، إلى أنّ "الجيش الصّهيوني النّازي يتعمّد أمام عيون العالمَين العربي والغربي قصف المدنيّين في المدارس والمستشفيات وحتّى في الخيم وتجمّعات توزيع الأغذية... والمسيّرات الّتي تحصد الأفراد بوحشيّة وهجميّة نازيّة وتلموديّة على مدار السّاعة، وقتل المرضى والأسرى والطّاقم الطبّي بدم بارد في مشفى الشّفاء وغيرها".
وشدّد سوسان على أنّ "جيش الاحتلال يمارس منذ ما يقارب الستّة أشهر حرب إبادة جماعيّة ضدّ المدنيّين من أهالي القطاع، ويقتل بلا هوادة الأطفال والنّساء، ويدمّر المدارس والمستشفيات ودور العبادة والبنايات على رؤوس ساكنيها، ويقتل الأطبّاء والممرّضين ويغتال الصّحافة والصّحافيّين، بل يستهدف أيضًا عائلاتهم وأماكن سكنهم وغيرها".
وتوجّه إلى "أمّة العرب، أمّة الإسلام"، سائلًا: "هل تعلمون ذلك؟ وماذا ستفعلون من أجل فلسطين والقدس والأقصى وكنيسة القيامة؟"، مجدّدًا تأكيد "وحدة الصف الفلسطيني وحرّيّة قراره الوطني المستقل، ونقول نحن مع فلسطين لأنّنا نحبّ فلسطين".
كما لفت إلى أنّ "العيد يعود، وكيف عاد على جنوبنا وأهلنا في البلدات الحدوديّة اللّبنانيّة، على النّاس المتمسّكين بأرضهم وبيوتهم ومزارعهم، على المقاومين في أرض الجنوب المدافعين عن الكرامة والسّيادة الوطنيّة... تحيّة لكم وسلامًا على صمودكم وتضحياتكم وصبركم وثباتكم. تحيّة إلى قرى الجنوب الصّامد في وجه هذا العدوان الهمجي النّازي التّلموي البربري".
وطالب سوسان، الدّول العربيّة كافّة بـ"تقديم كلّ ما يمكن من دعم معنوي ومادّي وسياسي لإعادة البناء والنّهوض في غزة"، متسائلًا: "أما آن الأوان لفتح المعابر لتزويد أهل غزة بالماء والغذاء والتّجهيزات الطبيّة والدّواء والوقود؟ إنّ أهل غزّة يستحقّون النّصرة، كل بما يستطيع: بالكلمة، بالموقف، بالهتاف، بالمال، بالدّعاء، بالتّضرّع إلى الله، بالفرج والصّبر والنّصر القريب إن شاء الله... فلا هجرة ولا تهجير لأهل غزة بل ثبات وصمود وانتصار".
وأكّد "التّمسّك بوحدتنا الوطنيّة وبالعيش المشترك، وبالتّساوي في الحقوق والواجبات في ظلّ القانون والدستور. فالعدو عندما يقصف ويقتل لا يسأل عن دين ومذهب الّذي قتله، ولا يفرّق بين مسلم ومسيحي، وبين مذهب وآخر".
وسأل أيضًا "ألن تجدوا حلًّا لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد مرور سنة ونصف السّنة على الفراغ؟!"، مبيّنًا "أنّنا بحاجة إلى رئيس لكلّ اللّبنانيّين، يتمتّع بالحكمة والصّبر وإشعار المواطنين بوجود الدّولة وحضورها، وإنصاف النّاس في حياتهم وعلاجهم ومعيشتهم، والعمل على إقرار القوانين الإصلاحيّة لكلّ اللّبنانيّين وليس لفئة دون فئة".