في نهاية شهر آذار الماضي فارق نزيه الترك الرجل السبعيني الحياة بعد تعرضه للضرب على يد سارقين دخلوا منزله في بناية "السيوفي غايتس" في الأشرفية بغية السرقة، فتحركت مخابرات الجيش اللبناني على الفور لمتابعة القضية التي شغلت الرأي العام، وأغضبت سكان الأشرفية وسياسييها، خاصة بظل الحديث عن تورط عاملة سوريّة بالجريمة.
بعد يومين فقط على ارتكاب الجريمة، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من توقيف الرأس المدبر لعملية السرقة العاملة المنزلية السورية، ز. س، فماذا في التفاصيل والتحقيقات وبقية المتورطين؟.
تكشف مصادر أمنية عبر "النشرة" أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت بسرعة قياسية من توقيف المشتبه بها السورية (ز. س) بتاريخ 2 نيسان على طريق عام بعلبك عبر كمين أمني. وعلى أثر توقيفها وبدء التحقيق معها، تمكنت المديرية من توقيف السوري (ح. م.) في مدينة بيروت لتورطه في الحادثة، بالإضافة الى نشاطه في مجال ترويج المخدرات والعملات المزوّرة، كما تم توقيف السوري (م. م.) الذي تبين علمه بعملية السرقة وعمله مع المتورطين بتجارة المخدرات والهواتف المسروقة والعملات المزورة.
خلال التحقيقات الأولية مع العاملة، تبين بحسب المصادر أنها دخلت لبنان خلسة في شهر آب الماضي، وهي امرأة أرملة لها ثلاثة أطفال وضعتهم في ميتم في سوريا، وقد دخلت من سوريا الى منطقة بر الياس حيث بدأت العمل في المنازل، وبعدها بفترة وجيزة انتقلت من بر الياس الى النبطية، ومع بدء الحرب في تشرين الأول الماضي تركت السيدة النبطية وتوجهت نحو عاليه، وبعدها الى منطقة برج أبي حيدر.
لم تكن السيدة تثبت لوقت طويل في عملها داخل المنازل، فكانت كثيرة التنقل، وقبل أسبوعين من الحادثة استقدمت العائلة العاملة السورية من أحد المكاتب التي تؤمن عاملات منزليات، وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"النشرة" فإن العاملة المنزلية بدأت العمل في منزل نزيه الترك في 21 آذار، وبعدها بأيام قررت سرقته بسبب انزعاجها منه بحسب ما تقول، وبدأت التخطيط.
قبل ذلك بأيام كانت قد تعرفت على ع. م عبر تطبيق فايسبوك، وتقربت منه، فلجأت إليه لتنفيذ السرقة، فكلّف الأخير شخصاً لقبه "الظاظا" لتنسيق العملية واستطلاع المنزل، وبالفعل حضر قبل السرقة حيث التقى بالموقوفة واستطلع الخزنة، وبعد ذلك طلب إليها (ع.م) لقاء شابين بغية تزويدهم بكافة المعلومات اللازمة لتنفيذ عملية السرقة. وقبيل تنفيذ العملية، قام "ظاظا" بتسليم منفّذَي العملية حقيبة بداخلها مسدس حربي، قفازات وربطات بلاستيكية.
نهار الأحد في 31 آذار، حوالي الساعة السادسة مساءً، وبعد خروج المدعو الترك وزوجته من المنزل أبلغت الموقوفة، السوري ع. م بخروج العائلة وبعد حوالي الساعة تقريباً حضر منفذّا عملية السرقة ك. م. وشقيقه ح. م. (الموقوف) على متن دراجة نارية وباشرا بمحاولة فتح الخزنة إلا أنه وبعد حوالي الربع ساعة عاد الترك وزوجته إلى المنزل فأقدم الشابين على تكبيل الزوجة وإرغامها على فتح الخزنة بعد أن تم شهر مسدس حربي بوجهها، وعلى ضرب نزيه الترك السبعيني الذي يعاني من مشاكل جسدية، واحتجازه في الحمام، فكانت وفاته بسبب نزيف بالرأس بعد ضربه بآلة حادة، وهو ما نفته الموقوفة التي شاركت بضرب الترك بحسب اعترافها، ثم تم ضرب الزوجة أيضاً وحجزها في حمام آخر.
خرجت العصابة من المنزل ومعها 2000 يورو وبعض الصاغة وهاتف خلوي وحاسوب محمول، فتوجهت العاملة من المنزل الى ساحة ساسين بمفردها، ثم تم نقلها بواسطة جيب الى البقاع للقاء ع. م الذي كان بانتظارها.