أكّد الكاتب والمحلّل السّياسي الإيراني حسن هاني زادة، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الضّربة العسكريّة الّتي وجّهتها إيران لإسرائيل، ردًّا على استهداف مبنى القنصليّة في العاصمة السّوريّة دمشق، ستغيّر ملامح المنطقة وخارطتها الجيوسياسيّة لصالح الشعب الفلسطيني والأمّتَين العربيّة والإسلاميّة، "باعتبار أنّها أوّل دولة تقوم بردّ مباشر داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة".
وأشار زادة إلى أنّ هذه العمليّة كسرت حاجز الخوف لدى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة الموجود منذ حرب حزيران 1967، حيث كانت هذه الشّعوب مصابة بنكسة نفسيّة، لافتًا إلى أنّ الهجوم الإيراني يفرض واقعًا جديدًا على المنطقة، ولذلك كانت تل أبيب متردّدة في الردّ عليه، خصوصًا أنّ طهران أكّدت أنّ الردّ سيكون له ثمن باهظ، بينما إسرائيل لا تستطيع أن تجازف. كما أنّ الرّئيس الأميركي جو بايدن اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وطلب التّريّث، لأنّ واشنطن تريد أن تنأى بنفسها عن أيّ مغامرة إسرائيليّة.
وردًّا على سؤال، رأى أنّ إيران أثبتت أنّها دولة فاعلة، وأنّها تدافع بمصداقيّة عن قضايا الأمّتَين العربيّة والإسلاميّة وعن الشعب الفلسطيني، معتبرًا أنّها استعادت مكانتها في المنطقة. واستبعد أن تبادر تل أبيب إلى أيّ ردّ، خصوصًا أنّ طهران أبلغت جميع الجهات المعنيّة أنّها ستقوم بردّ مدمّر، في حال بادرت إسرائيل إلى الردّ، وهي ستستخدم صواريخ جديدة ومدمّرة.
وأوضح زادة أنّ بناءً على ذلك، يمكن القول إنّ الأمور عادت إلى طبيعتها، ما يدلّ على قدرة إيران الردعيّة، وهو ما سيكون أكبر من الضّربة الماضية في حال قامت تل أبيب بأيّ مغامرة جديدة.