حتماً لن تكون بسيطة أو سهلة قضية توقّف العمل ليلاً في مطار بيروت الدولي في حال نفّذت مديرية الطيران المدني ما أشارت اليه في بيان لها، عن أن دوام الموظفين الفنيين سيقتصر فقط على ساعات العمل العادية أي ثمانية ساعات فقط، على أن ينتهي الدوام عند الساعة الرابعة بعد الظهر وبعدها ينتهي كلّ شيء، بمعنى آخر لن يكون هناك رحلات بعد ذلك ابتداء من أول أيار...
مجرّد التفكير بالوصول الى هذا الأمر وتنفيذ التهديد يعني إنهيار تام والقضاء على الاقتصاد والسياحة، لأنه وببساطة المطار هو واجهة البلد وبوابته الى العالم.
صحيح أن الموظفين في مديرية الطيران المدني يتبعون الادارة العامة، والصحيح أيضاً أنهم يعانون منذ سنوات ويتقاضون أساس راتب واحد اضافي، بجانب رواتبهم المضاعفة 9 مرات، ولا تزيد قيمة أساس الراتب عن ثلاثة ملايين ليرة مقابل ساعات العمل الـ100 الاضافية التي يعملونها، ولكن هنا على الحكومة ألاّ تقف موقف المتفرّج أمام هذا المشهد الذي حتماً سيدمّر إسم لبنان وسيمنع عنه كلّ شيء.
حاولنا التواصل مع مديرية الطيران المدني ولكن لم نتمكّن من ذلك، قمنا بعدها بالتواصل مع المدير العام للطيران المدني اللبناني فادي الحسن الذي أكد لـ"النشرة" أن "هناك إتصالات تجري مع المعنيين لحلّ هذه المشكلة، وسنجتمع مع المصالح في المطار لانهاء القضية قبل الأول من أيار المقبل، الموعد الذي وضعته مديرية الطيران لإيقاف دوام الليل".
حتماً هذه القضية لا تحتمل إلا أن يتحرّك المعنيون بأسرع وقت لايجاد الحلول، ولكن الاكيد أيضاً أنه وفي حال حدث ذلك فسيكون له تأثير كبير على الاقتصاد وعلى السياحة في آن.
في هذا السياق، يشرح الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة لـ"النشرة" أن "واجهة البلد هو المطار، وفي حال فعلا تم اقفاله ليلاً نكون قد ضربنا صورة البلد"، متسائلا "أي مؤتمرات أو إجتماعات عمل أو غيرها يُمكن أن ننتظر أن تحدث في لبنان بعد ذلك"؟ مضيفاً: "على الحكومة اليوم أن تلعب الدور المطلوب منها في الحفاظ على صورة وسمعة لبنان ويمكن أن تحضر موظفين من وزارة المال نظرا للفائض الموجود لديها وأن تسيّر أمور هذا المرفق العام".
"لا شك أن السلع والبضائع ستتأثر وهي لا تتحمّل الانتظار"! هذا ما يؤكده عجاقة، مشيراً الى أن "الخبز مثلاً نصدّره الى الخليج يومياً، فماذا نفعل بهذه الحالة؟... وغيرها من الأمور"؟ متابعًا: "حتما ستؤثر هذه الامور بشكل مباشر على اقتصاد البلد وستتسبب بكارثة إن اقفل المطار ليلا".
في المحصّلة، إذا لم تعالج أزمة موظفي مديرية الطيران المدني ولم يتراجعوا عما هدّدوا به فإن لبنان سيكون أمام أزمة حقيقية إبتداء مع نهاية الشهر الجاري... والسؤال: "لماذا تحصل أزمة من هذا النوع طالما أنه يتم تقاضي جميع الرسوم بالدولار، ولماذا لا يُعطى الموظفون حقوقهم"؟.