أكد رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع، أن مسألة النازحين السوريين في لبنان "هي ديموغرافية وإقتصاديّة وإجتماعيّة، ولكنها قبل كل شيء وجودية. إنطلاقاً من هنا، خضنا هذه المعركة ولن نتراجع في سبيل عدم انهيار لبنان".
وفي حديث لصحيفة "L'Orient Le Jour"، اعتبر جعجع ان "قضية باسكال سليمان هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ولاسيما أنه أصبح من المؤكد أن مواطنين سوريين هم من ارتكبوا الجريمة. كما اعتقل الجيش الأشخاص الخمسة المعنيين. وفي هذه المناسبة عادت القضية إلى الواجهة، لكن قبل فترة طويلة من عملية ارتكاب الجريمة"، مشدّدًا على انه "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد البلد ينهار، فنحن نخاطر بأن "يغرقنا الأجانب بالمعنى الحرفي"، في حين أن بلداً على غرار لبنان لا يستطيع أن يتحمل ذلك".
ولفت الى أن "ما بين 10 إلى 15 مليون سوري يعيشون في سوريا اليوم، حتى لو أن ذلك لا يحجب بأي حال من الأحوال حقيقة أن الوضع لم يكن جيداً أبدا (على الصعيد السياسي) هناك"، معتبرا انه " هناك منطقة "آمنة" لكل فئة من السوريين. على سبيل المثال، يمكن لمعارضي النظام ذوي الميول الإسلامية أن يعيشوا بشكل جيد في إدلب، في حين أن شمال البلاد يمكن أن يرحب بمعارضين أقل تطرفاً… هناك أيضاً نحو 200 ألف سوري موجودون في لبنان توجهوا إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات "الرئاسية" السورية. هؤلاء يمكنهم العودة بسهولة إلى منازلهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام".
وأوضح جعجع أن "العودة التي نطالب بها لا تتعلق بالموجودين على القائمة السوداء للنظام السوري، علماً أن من واجب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إيجاد وجهة ثالثة لأولئك من بين المليون و700 ألف سوري الموجودين في لبنان والذين يواجهون خطراً حقيقياً، خصوصاً أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء".
وحول الاعتداءات على بعض السوريين، أكد "أننا لم نكتف بالبيان الصحفي الذي نشرته الدائرة الإعلامية للحزب بعد ثلاثة أيام من اغتيال سليمان، إنما عاقبنا أعضاء الحزب الذين تورطوا في هذه الهجمات التي نرفضها وندينها. كما أن القوى الأمنية تدخلت على هذا الصعيد، الأمر الذي سمح لنا بقلب هذه الصفحة. لكن علينا أيضاً أن ندرك أنه حين نواجه مواقف متفجرة، لا يمكننا أن نطلب من الناس عدم الرد. في هذا الإطار، يجب علينا أن نحل المشكلة الأساسية: الوجود الكثيف للسوريين في لبنان".
وتابع: "نخوض معارك مختلفة، معركة عودة السوريين ومعركة المواجهة مع حزب الله. وأود أن أذكر في هذا السياق بأنه بعد مقتل إلياس حصروني في آب الماضي، اتهمنا "الحزب" مباشرة. في قضية باسكال سليمان، لا أتهم الحزب من دون أدلة. لكن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال من حجم مواجهتنا لهذا الحزب للأسباب المعروفة، بدءاً من قراره الأحادي بقيادة البلاد نحو الحرب، وشلّ المؤسسات، وعرقلة الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت نفسه، نقود المعركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم".
وأعلن جعجع "انني ما زلت أدعم الثورة السورية على نظام بشار الأسد الدكتاتوري. لكنني أطرح سؤالاً على من ينتقدنا اليوم: ماذا فعلوا في هذا الشأن وكان لديهم نحو عشرة وزراء داخل حكومة نجيب ميقاتي التي بدأ خلال ولايتها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان؟ فماذا فعلوا وكان رئيس الدولة واحدا منهم؟ يجب أن نتوقف عن تضليل اللبنانيين".
من جهة اخرى، اعتبر جعجع انه "طالما أن معسكر الممانعة بقيادة "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" موجود، فلن يتم بناء الدولة. والدليل على ذلك مسألة الانتخابات البلدية التي يريدون نسفها لأنهم بعد الانتخابات التشريعية في العام 2022 فهموا أن المزاج الشعبي لم يعد في صالحهم. ورداً على كل ما يُقال، أود أن أؤكد لكم أننا لا نريد فصل الجنوب عن باقي البلاد. ويكفي إجراء الانتخابات وتنظيمها في الجنوب بعد انتهاء الأعمال القتالية، كما حدث في انتخابات العام 1998 التي نظمت بتأخير ثلاث سنوات في الجنوب، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".
وركّز على أنّ "في العام الماضي، لم يكن هناك عذر مقبول، لكنهم أخروا المشاورات لتجنب اختبار غير ملائم لشعبيتهم. وهذا ما قد يفعلونه اليوم بسبب التصرف المخزي للتيار الوطني الحر الذي سيشارك في الجلسة المقررة لهذا الغرض يوم الخميس، بفضل اتفاق ضمني أُبرم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".