أصدرت جمعية "عدل ورحمة"، تقريرها السّنوي حول مجمل نشاطاتها ومشاريعها الّتي أنجزتها خلال عام 2023 داخل السّجون وخارحها، فضلًا عن مشاركاتها في ورش العمل، وفي حملات التّوعيّة حول كلّ ما يمتّ للصّحة الجسديّة والنّفسيّة بصلة، شاملة الشّباب والمراهقين والطلّاب؛ لا سيّما في مجال توعيتهم من مخاطر المخدرات.
في هذا الإطار، أشار رئيس الجمعيّة الأب نجيب بعقليني، في كلمة بعنوان "تغيير لا بُدّ منه... من أجلِ عالَمٍ أفضل"، إلى أنّ "في عام 2023، احتفلت جمعيّتُنا باليوبيل الفضّي لتأسيسها تحت شعار "لم ولن نكِلّ...". استوقفنا هذا اليوبيل من خلال قراءة واقِع جمعيّتنا الّتي تُناضِل لتطبيق حقوق الإنسان المُترنّحة، يومًا بعد يوم، لا سيّما في هذا الزمن الصّعب".
ورأى "أنّنا راهنًا نعاني من الصّراعات والمنازعات والحروب الطاغية على تفكيرنا وعقلِنا ومعنويّاتنا. تلك الحروب الّتي تجتاح العالم، لا سيّما في منطقتنا وبلادنا، دفعتنا إلى النّضال والإصرار على مكافحة التّعذيب والعنف ومدّ يد المساعدة والعون لنُزلاء السّجون والمرتهنين للمخدّرات والّذين يعالجون منها".
وركّز بعقليني على أنّ "عالمنا يتدحرج نحو الهاوية، ما يُسبّب تصدّعًا بالِغًا، لا يعني ذلك أنه "انكسر"، بل أنه أمام تحديّات لكنّه لا يزال واقِفًا. إذا لم يستطع "عالمُنا" المريض "الجري" أقلّه فليمشِ، لأن المهمّ الاستمرار في مسيرتِه الحضاريّة والإنسانيّة"، متسائلًا: "ألسنا بحاجة إلى أن نتعلّم من الذين عبروا الطريق قبلنا؟ ألا ينقُصنا "الذكاء" بما يكفي لنُدرك متى نجتاز الطريق بأنفُسنا؟ ألسنا بحاجة إلى التغيير؟ يضجّ "عالمنا" ويشتعِل بحُروب ظاهِرة وبارِدة، خلفيّتُها هويّة أفراد المُجتمعات وثقافتهم، لا سيّما الاقتصاديّة".
وأكّد أنّه "مطلوب من المجتمعات الانخراط في عمليّة التغيير، من خلال إصلاح أجزاء من النِظام الاقتصادي العالمي. لا بُدّ من أن تنطلق عمليّة التغيير من المُجتمعات المحليّة"، سائلًا: "ألا يتطلّب التغيير الوعي وخلق رأي عام يُمهّدان لعرض قضايا جديدة وتقديم اقتراحات عمليّة، ودفعها نحو التطبيق عبر الحوار والمُشاركة؟ مطلوب من "إنسانيّتنا" أن تكون شامِلة وراسخة في النفس والعقل، وتقوية روح التعاضُد والتعاون وحُبّ الخير".
كما وجد أنّ "عالمنا يحتاج إلى وقفة أمام الذات، لوضع الأُمور في نِصابها، من خلال التحدّي المُتمثّل في القِيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، والابتعاد عن ثقافة الاستغلال والاستعباد واحتقار الديانات والشُعوب والحضارات والثقافات المُتنوّعة".