أشار رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، إلى أنّ "مع إعلان قيامة المسيح، نحن اليوم وبطريقة خاصّة، نتّحد بالصّلاة ونعلن نحن وكلّ المسيحيّين في العالم انّ المسيح قام من بين الأموات. هذا الإعلان هو أساس حياتنا والرّكيزة الأساسيّة لوجودنا، الّذي بدون عيشه والشّعور بحضور يسوع القائم من بين الأموات، حياتنا لا قيمة ولا معنى لها".
ولفت، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في بلدة بيادر رشعين قضاء زغرتا، من تنظيم "كاريتاس لبنان" إقليم زغرتا- الزاوية، إلى "أنّنا نعيش اليوم خيبات أمل على مستوى الوطن ولبنان، والشّعب اللّبناني يعيش خيبة أمل كبيرة، خوفًا من الغد وضياع"، متسائلًا: "أين شبابنا اليوم؟ نحن نتكلّم بألم، أين شبابنا الّذين يحملون شهادات من أفضل الجامعات؟". وذكر أنّ "معظمهم يرحلون، لأنّهم يرون أنفسهم أمام حائط مسدود، وبدل أن يؤمّن هذا الوطن لهم المستقبل، هم متروكون للقدر والبطالة والهجرة؛ وتأمين مستقبل الشّباب واجب وحقّ طبيعي لكلّ الشّباب والشّابات".
وأكّد المطران سويف "أنّنا بحالة فيها الكثير من الخوف وخيبة الأمل، تشبه حالة المسيحيّة الأولى، ولكن القصّة لم تنته هنا بل هي أبعد من ذلك. القصّة هي ظهور يسوع وقيامته، القصّة كانت موجودة في الماضي وما زالت موجودة في حاضرنا اليوم، هي حضور يسوع المسيح وظهور المسيح القائم الدّائم ظهوره في حياتنا"، موضحًا أنّ "بخيبة أملنا يسوع موجود، بإحباطنا يسوع موجود، في الضّياع الّذي نعيشه لا ننسى أنّه موجود وهو الحاضر".
كما شدّد على أنّ "حضور يسوع هو الّذي يعطي السّلام الّذي يتيح للإنسان أن ينتقل من الموت إلى الحياة المتجدّدة، حضور يسوع، وهو الاله الحي وإليه وحده نسجد وإيّاه وحده نعبد"، مبيّنًا "أنّني أركّز على هذه الكلمات حتّى يكون هناك وعي في قلب شعبنا اللّبناني بمختلف طوائفه وأديانه، وألّا تكون هناك عبادة سوى للرب، ولا يكون عندنا سوى سجود ليسوع المسيح، لأنّ عبادة الأشخاص تؤدّي إلى حائط مسدود وخيبات أمل. وعبادتنا وحدها إلى الرب يسوع المسيح هي الّتي تعطي الرّجاء والحب والمعنى الحقيقي في حياة الإنسان".
وركّز سوف في عظته، على أعمال "كاريتاس" وأهدافها الّتي تدعم جميع من يحتاجون إلى المساعدة، بغضّ النّظر عن العمر والجنس والعقيدة، وذلك مع الحفاظ على كرامة الفرد وتعزيز العدالة والقضاء على الفقر".
وأضاف: "تعلمون أنّ كاريتاس في مختلف المناطق لديها محطّة سنويّة، وهي اللّقاء حول يسوع المسيح في الذّبيحة الإفخاريستيّة في مائدة المحبّة، لنكون جميعنا كاريتاس. فعندما أقول كاريتاس، لا يعني أنّنا نتكلّم عن جمعيّة غريبة ولا مؤسّسة مدنيّة، بل أنا أتكلّم عن قلب الكنيسة، لأنّ كاريتاس هي الكنيسة والكنيسة هي كاريتاس، بمعنى أنّ كاريتاس هي المحبّة، فلا كنيسة بدون محبة، وكاريتاس هي رسالتها وشهادتها، ودورها في قلب الكنيسة هي ان تشهد لمحّبة يسوع المسيح".
وأفاد بأنّ "من خلال هذه الشّهادة، تكون كاريتاس تجسد في الواقع الانساني والاجتماعي، وفي حياة الناس خاصة اخوتنا المتألمين والمجروحين بكرامتهم الذين يعيشون الفقر الروحي والعوز لوجود شخص آخر في حياتهم، كاريتاس موجودة باسم يسوع المسيح، باسم كنيسة المسيح حتى تكون السامري الصالح لتكون من خلال حضورها حضور يسوع".