أشار الخبير الأردني في الشّؤون الإسرائيليّة أيمن الحنيطي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ التّناقض الحالي في الموقف الأميركي من العدوان على قطاع غزة، يندرج في سياق الوضع الدّاخلي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يسعى الرّئيس الأميركي جو بايدن إلى تحقيق أهدافه، سواء على مستوى الانتخابات الرّئاسيّة أو على مستوى تحقيق شيء من الخطّة الأميركيّة في الشرق الأوسط، الّتي تهدف إلى الوصول إلى حلّ سياسي؛ بالإضافة إلى السّعي لإرضاء جميع الجهات في الوقت نفسه.
ورأى أنّ واشنطن تريد أن تساعد تل أبيب على الوصول إلى صورة النّصر، بدليل ما نشرته صحيفة أميركيّة قبل أيّام، عن عرضها الكشف عن معلومات استخباراتيّة تساعد إسرائيل بالوصول إلى قادة حركة "حماس" العسكريّين، مقابل عدم توسيعها عمليّتها العسكريّة في مدينة رفح.
على صعيد متّصل، لفت الحنيطي إلى أنّ القادة الإسرائيليّين، لا سيّما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، يضعون هدفًا أمامهم هو الوصول إلى قادة "حماس" العسكريّين، خصوصًا يحيى السنوار ومحمد الضيف، معتبرًا أنّ هذا هدف متّفق عليه أميركيًّا وإسرائيليًّا، لأنّ نموذج "حماس" الحالي لا يخدم مصالح الأنظمة العربيّة، وهو ضرب للمشروع الأميركي في المنطقة؛ وبالتّالي يسعون إلى ضرب هذه الصّورة في المنطقة.
انطلاقًا من ذلك، أكّد أنّ المعارك ستستمرّ، وهي مطلب أساسي لنتانياهو وحكومته، مبيّنًا أنّ هناك تحضيرًا وتسخينًا باتجاه الجبهة الشّماليّة، حيث أنّ سكان المستوطنات الّتي هي على الحدود مع لبنان، يضغطون من أجل إيجاد حلّ لوضعهم قبل شهر أيلول المقبل عسكريًّا، في حال لم تنجح المفاوضات الدّبلوماسيّة في الوصول إلى حل.
وأوضح الحنيطي أنّ في الحسابات الإسرائيليّة، من المفترَض الانتهاء من جبهة الجنوب للبدء بجبهة الشذمال، لكنّه شدّد على أنّ هذا يعتمد على ما يحدث في الميدان، حيث هناك خسائر إسرائيليّة كبيرة وهناك ضغوط من قبل أهالي الأسرى والجنود، مضيفًا: "هناك تذمّر من نتانياهو وحكومته في الدّاخل الإسرائيلي، وهناك ضياع في البوصلة الإسرائيليّة، حيث لا يوجد لا هدف سياسي ولا إنجازات على أرض الواقع".