العين في ملف الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، ستكون مطلع الأسبوع المقبل على قضاء الكورة الشمالي وتحديداً على بلدة دده. ففي الساعات الأولى من يوم الإثنين، من المتوقع أن تشهد البلدة المذكورة مواجهة من العيار الثقيل بين الأجهزة الامنية والتنفيذية اللبنانية، وعدد كبير من السوريين الذين يعيشون في مخيم الواحة تحت عنوان النزوح السوري الى لبنان.
ساعة تفكيك مخيم الواحة دقت، عندما إتخذ رئيس بلدية دده ربيع الأيوبي مشكوراً قراراً بإزالة المخيم الذي بات يشكل خطراً على البلدة ومحيطها. تحرك محافظ الشمال على الفور رمزي نهرا وأنذر سكان المخيم الذي يتراوح عددهم بين 2000 و3000 شخص، طالباً منهم إخلاءه في مهلة أقصاها عشرة أيام. وهذه المهلة تنتهي مع نهاية الأسبوع الحالي، ومع طلوع فجر الإثنين سنكون أمام تنفيذ قرار تفكيك المخيّم.
مخيم الواحة أصبح يشكل خطراً على دده ومحيطها لعدة أسباب، أولها لأن عدد سكانه تخطى بكثير ما يمكن أن تتحمله بلدة صغيرة من نزوح أكان على الصعيد الأمني أو الإقتصادي، أو حتى بالنسبة الى البنى التحتية، وثانيها لأنه بدأ يتحول شيئاً فشيئاً الى بؤرة مقفلة على الدولة اللبنانية وأجهزتها، والدليل أن إشكالاً وقع منذ أسبوعين داخله، وإستمر ليومين متتاليين، من دون أن يدخل أي جهاز أمني اليه؛ علماً أن عدداً من الجرحى سقطوا خلال الإشكال المذكور. أما السبب الثالث والأخطر، فهي المعلومات التي تلقاها المحافظ نهرا كما رئيس البلدية عن وجود أسلحة داخل المخيم.
لكل ما تقدم وضع المحافظ نهرا قيادة الجيش اللبناني بالصورة والمعطيات، وقد يشارك الجيش بالمؤازرة الأمنية التي تحتاجها عملية التفكيك صباح الإثنين.
بعد إخلائه من سكانه، سيتم جرف الخيم بالجرافات، وستمنع البلدية بمؤازرة الأجهزة الأمنية أي سوري من إعادة نصب أي خيمة في العقار الذي يقوم عليه المخيم اليوم.
أخطر ما في هذا الملف، هو عدم تجاوب سكان المخيم مع كل الدعوات والإنذارات التي طلبت منهم الإخلاء قبل إنتهاء المهلة المعطاة من محافظ الشمال، أي مهلة العشرة أيام، وهذا ما يفتح الباب أمام طرح الكثير من الأسئلة، أبرزها هل ستقع الواقعة صباح الإثنين في دده، وسنكون أمام مواجهة أمنية من العيار الثقيل بين الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية وعدد كبير من السوريين غير الشرعيين؟ وماذا لو صحت المعلومات التي تفيد بأن المخيم ليس خالياً من الأسلحة والمسلحين؟.
إذاً القرار مُتخّذ وعلى أعلى المستويات بالتفكيك حتى ولو إحتاج الأمر الى إستعمال القوة، لذلك على النازحين إخلاء المخيم قبل إنتهاء المهلة، تفادياً للمواجهة ومنعاً للإنزلاق الأمني، الذي قد يؤدي إذا وقع الى الكثير من الأحداث في مناطق مختلفة، والتي لن يخرج السوريون منها بالتأكيد منتصرين.