أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ​يوحنا العاشر يازجي​، خلال زيارته جامعة تشرين في اللاذقية، إلى "أنّنا نطلّ من هذا الشّرق الذّبيح على قارعة المصالح والشّاهد على تنوّع عبّاد الله في إلفةِ محبّةٍ وفي عناق تلاقٍ. نطلّ من قلب كنيسة أنطاكية".

واعتبر أنّه "إذا كانت ​القدس​ مهد المسيح، فإنّ أنطاكية هي المهد الفكري لهذه المسيحيّة الّتي انطلقت منها، من عاصمة الشّرق. وكمسيحيّين أصلاء في هذه الأرض، نحن من عتاقة دمشقها ومن حجارةِ حمصها ومن نواعير عاصيها ومن أصالة شهبائها ومن أرز لبنانها".

ولفت البطريرك يازجي إلى "أنّنا نطلّ اليوم لنؤكّد ومن هذه الجامعة، أنّ المعرفة عندما تتجرّد من القيم تتجرّد من ذاتها وتتغرّب عن كينونتها الّتي أرادها الله. نحن ههنا لنؤكّد أهميّة العمليّة التّربويّة وعلى محوريّة دور الجامعات في بناء إنسان الوطن، إنسان الحضارة والثّقافة المتعمّدة دائمًا بقيم الخير العام والأخلاق والمتغرّبة عن غرور وتبجّح الإنسان بنفسه، وعن الكبرياء البشريّة الّتي تؤله، ولو باطنياً، فكر الإنسان وعقله وتسخّر التّكنولوجيا للتّدمير وللشّرور لا لخير الإنسان وحسن سير حياته".

وركّز على أنّ "العالم يتباكى على السّوريّين وعلى سواهم، ويتناسى أنّ حلّ مشكلة الهجرة الشّرعيّة واللّاشرعيّة هو واحد. ارفعوا الحصار عن هذا البلد، ووفّروا عليكم وعلى حكوماتكم وعلى المنظّمات الدّوليّة ضريبة الهجرة وآثارها ونتائجها على المجتمعات المضيفة".

كما شدّد على أنّ "​سوريا​ دفعت من أقدار أبنائها ضريبة الإرهاب والعنف والخطف والتّهجير والحصار الاقتصادي"، متسائلًا: "أما آن لجلجلة هذا البلد أن تصل إلى نور قيامة؟ أما آن لجلجلة هذا المشرق أن تصل إلى بشرى خلاص؟ أما آن لملف مطرانَي حلب المخطوفين منذ نيسان 2013 بولس يازجي (خريج هذه الجامعة) ويوحنا إبراهيم، أن يجد خاتمته بعد كلّ هذه السّنين؟ نقول هذا وفي قلبنا غصةٌ ممزوجةٌ دائماً بالرجاء. نحن أبناء الرّجاء وأبناء وعد المسيح: أنا معكم طول الأيّام".