أفادت معلومات صحيفة "الجمهورية"، بأن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أبدى "تشجيعاً ودعماً لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية من جهة وأسمَعَ فريق المعارضة، من جهة أخرى، ما يحلو له سماعه من حديث عن "خيار ثالث" على رغم من أنه (أي لودريان) لمس جدياً أن هذا الخيار غير مُتاح، خصوصاً في ضوء ما سمعه من الفريق الآخر من تمسّك بدعم مرشحه والذهاب الى خوض الانتخابات بتنافس ديموقراطي بين مجموعة خيارات".

وقال أحد الذين شاركوا في لقاءات لودريان لـ"الجمهورية" إنّ "النتيجة التي انتهت اليها مهمته اكدت ان لا خيار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الّا بالحوار، الذي كان بري هو من دعا اليه منذ بزوغ فجر هذا الاستحقاق الدستوري، وانه بعد كل ما جرى ثبتَ انه لا يمكن التوصّل الى انتخاب رئيس الّا بعد حوار، وهذا الحوار يفضّل ان ينعقد في لبنان وليس في اي مكان آخر خصوصاً انّ الظروف الان هي غير تلك التي فرضت حوار الدوحة عام 2008".

وتعليقاً على هذه الأجواء، قالت مصادر سياسية وديبلوماسية لبنانية لـ"الجمهورية" إن المصدر الفرنسي الذي تحدث لوكالة "فرانس برس" عن مغادرة لودريان دون تحقيق خرق، "لم يكشف أيّ جديد، فكل ما انتهت اليه الزيارة كان متوقعاً قبل ان يقصد لودريان بيروت، ذلك انه لم يحمل اي مبادرة مُكتفياً باستقصاء المواقف كأنها الزيارة الاولى له، وقد لا يكون على علم بطريقة توزّع المواقف على تناقضاتها الكبيرة، وفي المقابل لم يكن هناك أي تقدم في المواقف الداخلية فجميع الاطراف ما زالت عند تناقضاتها على جميع المستويات".

واضافت هذه المصادر انه "كان فاضحاً ان تمتنع السفارة الفرنسية للمرة الاولى عن اصدار اي بيان رسمي يتحدث عن الزيارة وما انتهت اليه، وهو أمر كان ثابتاً في الزيارات السابقة. والإثبات الثاني كان في صمت لودريان المُطبق اذ إنه لم يتحدث عقب اي لقاء له مع المسؤولين اللبنانيين، ذلك أنه لم يكن مبرراً أن لا يطلق موقفاً ما بعد لقائه رئيس مجلس النواب ولا بعد زيارته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكان منطقياً ان يتحدث من بكركي نظراً الى العلاقات المميزة بين الإدارات الفرنسية المتعاقبة والصرح البطريركي الماروني".