أشارت صحيفة "الأهرام" المصريّة، إلى أنّ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومصر تتحرّك على كلّ المسارات بالتّوازي، لوقف هذا العدوان ووقف نزيف الدّم الفلسطيني وتخفيف المعاناة الإنسانيّة الّتي يواجهها سكان القطاع، ولذلك شكّل معبر رفح شريان الحياة الأساسي للقطاع، في إدخال المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة المصريّة والأجنبيّة؛ حيث شكّلت المساعدات المصريّة أكثر من 85% من المساعدات الّتي دخلت قطاع غزة.
وأوضحت أنّ رغم التحدّيات والتعنّت الإسرائيلي وقصف المعبر أكثر من خمس مرّات، فإنّ مصر لم تغلق المعبر، وأصرّت على بقائه مفتوحاً لإدخال المساعدات الإنسانيّة وخروج الجرحى والمصابين للعلاج في المستشفيات المصريّة، ورفضت في المقابل مخطّطات إسرائيل بتهجير الفلسطينيّين قسرًا لسيناء وإخراجهم عبر معبر رفح. كما كانت تريد وتضغط على حكومة الحرب الإسرائيليّة ووقفت لها مصر بالمرصاد، باعتبار أنّ ذلك يستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري.
ولفتت الصّحيفة إلى أنّه عندما استمرّت القوّات الإسرائيليّة في التّصعيد واجتياح رفح واحتلال المعبر، رفضت مصر بكلّ وضوح وجود القوّات الإسرائيليّة على المعبر، أو التّعاون معها في إدارته أو إدخال المساعدات في ظلّ هذا الوضع الجديد".
وركّزت على أنّ "الموقف المصري ينطلق من عدم الاعتراف بشرعيّة الاحتلال الإسرائيلي للمعبر، ورفض سياسة فرض الأمر الواقع، وذلك باعتبار أنّ معبر رفح هو معبر مصري- فلسطيني، وينبغي أن تشرف على إدارته من ناحية رفح الفلسطينيّة عناصر فلسطينيّة. كما حمّلت مصر الحكومة الإسرائيلية مسؤوليّة تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، ومنعها دخول المساعدات بإصرارها على الاستمرار في احتلال معبر رفح.
كما شدّدت على أنّ هذا الموقف المصري من معبر رفح يعكس حرص مصر على تحقيق التّوازن بين إدخال المساعدات الإنسانيّة للفلسطينيّين عبر المعابر الأخرى، خاصّةً معبر "كرم أبوسالم"، وعدم الاعتراف بشرعيّة الاحتلال الإسرائيلي للمعبر، ورفض أيّ ترتيبات أمنيّة إسرائيليّة في القطاع تمثّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.