علّق وزير الداخلية والبلديات السابق مروان شربل، في حديث لـ"النشرة"، على حادثة الاعتداء على السفارة الأميركية في عوكر يوم أمس، مشيراً إلى أن البحث في هذه الحادثة من المفترَض أن يكون من الشقَّين الأمني والسياسي.
وأوضح أن على المستوى الأمني، هذه الحادثة تذكّر بالحادثة التي كانت قد وقعت قبل أشهر، حيث أقدم أحد عمال "الدليفري" على اعتداء مشابه، معتبراً أن اللافت هو أنه في الحادثتين تمكّن المنفذ من القيام بعملية مشابهة، في حين أن المعنيين يعرفون أن هناك نقطة ضعف أمنية متمثلة بالحرش المقابل للسفارة، ومن المفترض أن يتم العمل على معالجتها.
بالإضافة إلى ذلك، لفت شربل إلى أن منفذ حادثة الأمس جاء من منطقة البقاع، وبالتالي هو على الأكيد مر على حواجز أمنية، معتبراً أنه كان من المفترَض أن يتعرض لتفيتش، خصوصاً أن الحقيبة التي كانت بحوزته ليست صغيرة الحجم، إذ كانت تحتوي على البندقية والطلاقات النارية التي استخدمها في الاعتداء.
بالتزامن، أكّد أنه حتى الساعة ليس هناك من إثبات على أن المنفذ ينتمي إلى منظمة إرهابية، بالرغم من أن هناك توجهاً كبيراً في هذا المجال، يتعلق بالعبارات التي كتبها على الحقيبة والجعبة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تتابع هذا الأمر، وهي في الأصل تتابع أموراً أكبر، وكانت قد قبضت قبل أيام على 3 أشخاص في الشمال. ورأى أن النقطة الإيجابية تكمن بأن المنفذ لم يمت، وبالتالي من الممكن معرفة المزيد من التفاصيل من خلال التحقيق معه.
أما بالنسبة إلى موضوع وجود خلايا إرهابية نائمة في لبنان، فركّز شربل على أن هذا الموضوع قائم، لكن الظروف السياسية والاجتماعية هي التي تسمح لها بالإستيقاظ، موضحًا أن هذه الخلايا قد تستطيع القيام بعمل أمني ما، لكن الأكيد أنها لا تستطيع أن تسيطر على منطقة معينة، كما حصل في سوريا والعراق في السنوات الماضية. وبيّن أن منفذ عملية الأمس ليس بالضرورة أن يكون إرهابياً، بل قد يكون متعاطفاً أو لديه خلل فكري ما.
وعلى المستوى السياسي، أفاد بأن المنفذ لفت إلى أنه نفذ العملية تضامناً مع غزة، لكنه طرح الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كانت هكذا عمليات تخدم المقاومة الفلسطينية في القطاع، معتبرًا أن الأخيرة تتضرر من مثل هكذا عمليات، بينما إسرائيل هي التي تستفيد منها، خصوصاً أنها جاءت في الوقت الذي كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد تقدم بمقترحه الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
ورداً على سؤال حول ربط ما حصل بملف النازحين السوريين في لبنان، أشار إلى أن من يريد أن ينفذ عملا إرهابيا لا يتّكل على المساعدات التي يحصل عليها من المنظمات الدولية، لكنه يستطيع أن يتخفى تحت هذا الستار، مشدّدًا على أن على المسؤولين في تلك المنظمات أن يحققوا في هذا الموضوع، كما على المسؤولين اللبنانيين أن يحققوا به أيضاً.
كما أكّد شربل أن الدولة اللبنانية كان من المفترض أن تعد هي بنفسها الداتا الخاص بالنازحين، ولا تنتظر مفوضية اللاجئين، وهذا الأمر كان من المفترض أن يحصل منذ السنوات الأولى لبدء عملية النزوح، لافتاً إلى أنها مسؤولة أيضاً عما يغادر إلى سوريا ثم يعود ويسمح له بالدخول إلى لبنان، قائلاً: "النزوح السوري في حقيقة الأمر سيطول ويطول، وهذا الملف أكبر من لبنان وسوريا وحتى الإتحاد الأوروبي".
وربطاً بما حدث يوم أمس، ذكّر شربل بأن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين سبق له أن تحدث عن وجود 20 ألف مسلح من النازحين، مستغرباً كيف لم يتم سؤاله عن هذا الموضوع من قبل السلطات القضائية، ومعتبراً أن المشكلة في لبنان تكمن بالإنقسام السياسي والأمني والإهمال المستمر.