انتهى الأسبوع الأول ‏للحراك الاشتراكي على ايجابيات تلمّسها أعضاء "اللقاء الديموقراطي" الذين توزّعوا على الكتل النيابية في مسعى جدي ديناميكي لتقريب المسافات تجاه خريطة طريق الحل للانسداد الرئاسي، اي حوار ثم انتخاب، وقد بَدت معظم الكتل الكبرى، وفق ما نقلت صحيفة "الجمهورية"، متجاوبة باستثناء "القوات اللبنانية" التي "بقيت على موقفها الرافض للحوار كمُسمّى والمتجاوب مع فكرة التشاور السياسي غير المرتبط بأي آلية محددة في اعتبار انّ فلسفة التشاور ممكنة وغير لازمة".

وقال مصدر سياسي بارز لـ"الجمهورية" إن "المسعى الجنبلاطي سيستكمل الأسبوع المقبل في اتجاه القوات اللبنانية ومَن تبقّى من قوى المعارضة، في اعتبار ان معظم الكتل الأخرى أبدت موافقة أو مرونة أو عدم عرقلة. وبالتالي، فإنّ الهدف يصبّ في المرحلة الأولى على تأمين النصاب لحضور الجلسات مع إبقاء باب التشاور مفتوحا عند إقفال الدورات الانتخابية الأربع وتعذر الانتخاب".

وكشف المصدر ان "المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية تراقب عن كثب مسعى الحزب التقدمي الاشتراكي، وقد وعدت بأن تساهم وتتحرك إفرادياً لتقديم المساعدة إذا اقتضى الأمر"، محذّراً من انه "قد تكون محاولة الاشتراكي هي الأخيرة قبل ان يدخل الاستحقاق الرئاسي مجددا في سبات عميق".

إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الديار"، أنّه "جرت اتصالات على ارفع المستويات خلال الساعات القليلة الماضية شارك فيها اكثر من مسؤول اميركي في البنتاغون، والخارجية، والبيت الابيض لمنع الانزلاق نحو وضع يصعب السيطرة عليه"، بين لبنان وإسرائيل، و"قد شارك في جزء من هذه الاتصالات المبعوث الاميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي أدار مروحة اتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين سعى من خلالها الى خفض منسوب التوتر والعودة الى قواعد الاشتباك المعمول بها"، متحدثا عن "فرصة جدية للتوصل الى تفاهمات مستدامة على الحدود المستركة مع الاقتراب من التوصل الى صفقة في غزة، تبدو حظوظ نجاحها مرتفعة برايه".

لكنه شدد بحسب المعلومات، على أن "بلاده لا تريد وتعمل على منع الحرب الشاملة، وأكّد على "ضرورة ضبط النفس وعدم ترك الامور تخرج عن السيطرة من الجهة اللبنانية".

وفي هذه الأجواء وصفت مراجع ديبلوماسية لبنانية عبر "الجمهورية" التهديدات الاسرائيلية بأنها "باتت روتينية وتقليدية، وقد اعتدنا عليها منذ السابع من تشرين الأول العام الماضي تاريخ بدء عملية طوفان الاقصى وما تلاها من حرب الإلهاء والإسناد".

ولفتت هذه المراجع إلى انّ "القوى الدولية الساعية إلى خفض التصعيد تدرك خلفيات التهديدات الإسرائيلية المبنية تارة على قراءة خاصة بإسرائيل وأخرى كرد فعل لحجم الازمة الداخلية التي تعيشها، وهذه التهديدات هي موضع متابعة عبر كل القنوات الديبلوماسية الصديقة وتلك التي تعهّدت بالسعي الى ترتيب الأجواء المؤدية إلى اليوم التالي في قطاع غزة وفلسطين بعدما تعاظمت الحملات الدولية الداعية الى حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية كحل دائم وشامل، وهو مطلب لبناني مضت عقود عدة على الدعوة الى اعتماده".

وعلى هامش هذه القراءة للمواقف الاسرائيلية، لفتت المراجع إلى ان "الحملات الديبلوماسية اللبنانية قد نجحت في كثير من المحطات المهمة في تجنيب لبنان مخاطر الخطط الاسرائيلية لتوسيع الحرب، ليس في اتجاه لبنان وحسب، إنما على مستوى المنطقة. وهو قرار يحظى بإجماع القوى الدولية الضامنة للقوى التي تخوض النزاع بمختلف وجوهه والساحات التي تحولت مسرحا له".