أشار نائب الأمين العام لـ"​حزب الله​" الشّيخ ​نعيم قاسم​، إلى أنّ "​إيران​ هي قائدة حركة التحرّر وحركات المقاومة، وتتحمّل كلّ أعباء مواجهة النّظام الأحادي الدّاعم للكيان الصّهيوني"، معتبرًا أنّ "​غزة​ منصورة بالحقّ في الأرض وبالمقاومة وبالوحدة الإسلاميّة الّتي امتدّت في المنطقة وبالتّجارة مع الله".

وأكّد، خلال إحياء السّفارة الإيرانيّة في بيروت الذّكرى الخامسة والثلاثين لرحيل مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران الإمام الخميني، بندوة عقدتها في مقرّها في بيروت، تحت عنوان: "​فلسطين​ ودور علماء الدين"، أنّ "الاحتلال الصّهيوني مهزوم بارتكاب الإبادة ضدّ الأطفال والنّساء والأبرياء، وهذا الكيان عاجز، يعاني من تمزّق كامل لقواه السّياسيّة والشّعبيّة، فهم في حالة من الفوضى، ولا يجتمعون على رأي".

وركّز قاسم على أنّ "مواجهة "حزب الله" للعدو الصّهيوني في جنوب ​لبنان​، هي مواجهة مساندة للمقاومة الفلسطينيّة ودفاع عن فلسطين"، مشدّدًا على أنّ "في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث للسّياسة، ولن تتوقّف هذه الجبهة إلّا بتوقّف إطلاق النّار في غزة". ولفت إلى أنّه "ليس لدى "حزب الله" مشروع للانزلاق إلى الحرب، ولكن إذا انزلقت إسرائيل فيعني أنّها قرّرت الحرب، و"حزب الله" سيواجه ذلك".

وبيّن أنّ "ما ترونه من ردود مؤلمة على العدو هي لردع إسرائيل، وهذه الرّدود محدودة بأهدافها، وليست ما يمتلكه "حزب الله" من قدرة للرّدود الّتي يحين وقتها"، متسائلًا: "هل يُعقل أن نوقف جبهة المساندة وإطلاق النّار مستمرّ في غزة؟ ليكن معلومًا لديكم في مواجهة الميدان الكلمة للميدان، ولا حديث في السّياسة، وإذا أردتم السّياسة لتؤثّر على الميدان أوقفوا الحرب في غزة لتتوقّف في لبنان، أوقفوها في غزة واتفقوا مع الفلسطينيّين فتتوقّف عندنا دون أن نتعاطى في التّفاصيل".

بدوره، أشار نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" الشّيخ علي الخطيب، ممثَّلًا بالشّيخ محمد شقير، إلى "أنّني لست مجازفًا عندما أقول إنّ فلسطين احتُلت عندما استعر الخلاف في الأمّة، وخصوصًا ما كان منه مذهبيًّا أو طائفيًّا، ولا أدلّ على ذلك من سعي الاستكبار والاستعمار والاحتلال إلى تسعير نار الخلاف المذهبي والطّائفي لتحقيق مشاريعه وديمومتها، ومن أنّ أكثر من تحرير سابق لبيت المقدس كان يشهد أكثر من تعاون بين مختلف أطياف الأمّة، بما فيه تحريرها قبل حوالي تسعة قرون من الافرنجة؛ حيث كان للعامليّين دورٌ ذي بال يحتاج إلى أكثر من تظهير تاريخيّ".

وذكر أنّ "الإمام الخميني أدرك في تفكيره الإستراتيجي هذا الأمر، فأكّد على الوحدة الإسلاميّة لتكون أساسًا في مشروع تحرير فلسطين، بل مارس هذا الشّعار فعليًّا، وهذا ما تمارسه إيران في قيادتها الصّراع مع الكيان الصّهيوني وداعميه، حيث كان أجلى تعبير له قضيّة ترابط الجبهات، الّتي تعني الحؤول دون استفراد جبهة الاستكبار بأي بلد أو جبهة، وأنّ هذا الكيان إذا ما أراد العدوّان فسيواجه الأمّة بجميع أطيافها وجبهاتها".

من جهته، لفت الأرشمندريت سركيس ابراهيميان، ممثِّلًا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، إلى أنّ "الخميني كان قائدًا دينيًّا عظيمًا ومؤسّسًا للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وهو جاهد من أجل العدالة والأخلاق، وأثّر في تاريخ المنطقة والعالم المعاصر"، مؤكّدًا أنّ "الخميني كان قائدًا عظيمًا ألهب الثّورة الرّوحيّة ونشَر المبادئ السّماويّة".

وشدّد على "أهميّة القيم الأخلاقيّة والرّوحيّة في بناء المجتمعات. فما قيمة الحياة دون قيم سامية تنير دروبنا وتعلي من شأننا؟"، موضحًا أنّ "القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة هي بوصلة الإنسان ترشده نحو الخير والعدالة والمساواة، ولكن للأسف، ترى اليوم بعض الحركات الدّنيويّة والعلمانيّة الّتي تسعى جاهدةً إلى إضعاف إيمان النّاس ونزع القيم السّماويّة من قلوبهم، زاعمين أنّه لا حاجة لها في هذا العصر المتطوّر". وتوجّه إليهم قائلًا: "إنّ هذه القيم هي أساس الحضارة الإنسانيّة وركنها الرّاسخ، وهي الّتي تضفي على الحياة معنى وقيمة وهدفًا".