تصاعدت وتيرة التهديدات الإسرائيليّة، سواء من قبل مسؤولين سياسيين أو عسكريين، من اليمين المتطرف الإسرائيلي وغيره، من القادة الحاليين والسابقين، بالذهاب إلى عملية عسكرية موسعة ضد لبنان، إنطلاقاً من إرتفاع وتيرة التصعيد الذي يمارسه حزب الله في لبنان على الجبهة الجنوبية، حيث كان من الواضح أن المواجهات تتجه إلى الدخول في مرحلة جديدة مختلفة تماماً، عنوانها الأساسي "التوسيع" ورفع السقوف.
على الرغم من أن التقديرات لدى المعنيين في الجانب اللبناني لا تزال تستبعد أن تذهب تل أبيب إلى تنفيذ تهديداتها، خاصة أن بعضها سخيفة ومضحكة، كذلك التهديد الذي أطلقه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عندما طلب من رئيس وزارء الحرب بنيامين نتانياهو "الذهاب إلى الحرب مع حزب الله وأخضاعه وتدميره وتحريك الشريط الأمني من الجليل إلى جنوب لبنان"، إلا أنه في المقابل هذا لا يلغي حقيقة أن كافة الإحتمالات موضوعة على طاولة القرار، حيث أن "حزب الله" كان، بحسب ما سبق أن أعلن أمينه العام السيد حسن نصرالله، قد أعدّ العدة لكافة الإحتمالات، ودرس كل الخيارات والسيناريوهات الممكنة.
في الفترة الماضية، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، ذهب الحزب إلى كشف المزيد من القدرات العسكرية التي يمتلكها، بسلاح الجو بشكل أساسي، الأمر الذي أحدث حالة إرباك كبيرة في صفوف العدو، لكنه على الأكيد لم يكشف، حتى الآن، كل ما لديه على هذا الصعيد، بل على العكس من ذلك لا يزال لديه الكثير من المفاجآت، التي قد يضطر إلى الكشف عنها في الفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، فبدل اجتياح اسرائيل للجنوب، قد نشهد اجتياحاً معاكساً.
التقدم الحاصل لدى الحزب على مستوى العمليّات العسكريّة، يدفع إلى توجيه سؤال جدّي عن المفاجآت التي يمتلكها على مستوى المعركة البريّة، في حال قرّرت إسرائيل الذهاب إليها لخلق منطقة عازلة في جنوب لبنان، كتلك التي يطالب بها المسؤولون في اسرائيل، حيث أنه في حرب تموز 2006 كان قد نجح الحزب في تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة خلال المواجهات البرية، وهو، بحسب مصادر مطلعة على مسار العمل العسكري في الجنوب، لديه بالتأكيد الكثير من المفاجآت التي تنتظر إقدام تل أبيب على حماقة من هذا النوع، والجديد هذه المرة بحسب المصادر لن يكون دفاعياً فقط.
يأتي في هذا السياق، السؤال عن التهديدات، التي سبق لـ"حزب الله" أن أطلقها في السنوات الماضية، بالنسبة إلى إحتمال دخول عناصره الشمال الإسرائيلي، وعدم الإكتفاء بالدفاع عن القرى والبلدات الجنوبية، الأمر الذي يذكر بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي، حيث يعد هذا السيناريو هو الأخطر بالنسبة إلى تل أبيب، وليس من المستبعد أن يكون الحزب قد أعد العدة له، وهو قد فعل ذلك بحسب ما تؤكد المصادر، مشيرة الى أنه في الصراع مع إسرائيل لا يطلق الحزب تهديدات لا تكون مستندة إلى وقائع وخطط أعد لها بشكل جيد.
وتكشف المصادر أن دخول قوات حزب الله الى الشمال الاسرائيلي عندما يحصل لن يكون الدخول الاول له، قبل هذه الحرب التي انطلقت في تشرين الاول الماضي وخلالها، مشيرة الى أن ما سيراه الجيش الاسرائيلي من مفاجآت لا يستطيع تخيّلها اليوم، علماً ان أكثر ما يتمناه الحزب بحال توجهت اسرائيل الى الحرب الشاملة هو محاولة الاجتياح البري.
كثيرة هي المفاجآت التي تنتظر اسرائيل في أي حرب مقبلة، ولكن لنرسم هذا السيناريو معاً، محاولة اجتياح اسرائيلي يتصدى لها الحزب من الأمام، ثم المفاجأة من الخلف من خلال الإطباق على الفرق الإسرائيلية المهاجمة. بحسب المصادر كل السيناريوهات قابلة للتحقق.