أشار رئيس حزب "الكتائب اللّبنانيّة" النّائب سامي الجميل، إلى أنّ "طلّاب وشباب الكتائب بخدمة كلّ لبنان على امتداد الـ10452 كلم مربع، يناضلون من أجل كلّ لبنان وكلّ مواطن لبناني يعيش على أرض الوطن. هذا قدرنا وهذا تاريخنا وتضحياتنا وشهداؤنا كانوا من أجل لبنان، كل لبنان".
وركّز، خلال لقاء شبابي أُقيم في مقرّ الجميّل في بكفيا، بدعوة من مصلحة الطلّاب والشّباب في "الكتائب"، بعنوان "نضال ومقاومة"، تخلّله قسم يمين لمئة منتسب جديد، في دورة حملت اسم جو عقيقي أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت، على أنّ "حزب "الكتائب" دافع عن لبنان وقدّم أغلى ما عنده، وفي كلّ محطة كانت له جولة وشهداء وتضحيات، حتّى في المحطّات التّاريخيّة كانفجار مرفأ بيروت حيث استشهد رفاق لنا ومن بينهم جو عقيقي الّذي سمّينا دورة حلف اليمين بإسمه، ورفيقنا نزار نجاريان".
وأوضح الجميّل أنّ "في "الكتائب" لا زعماء بل مناضلون يعملون ويضحّون، وعندما يحين وقت التّضحيات يضحّي المسؤولون في "الكتائب" قبل المنتسبين، ولذلك لدينا رئيس جمهورية شهيد وأمين عام ونوّاب شهداء، وعندما يتطلّب الأمر نستشهد جميعنا في سبيل لبنان الـ10452 كلم مربّع".
ولفت إلى أنّ "كثيرين يحاولون اليوم أن يحوّلوا الأنظار إلى مشاكل ثانويّة، كي لا نرى الحقيقة كما هي، فيما واجبنا ان نراها وندلّ عليها. لبنان اليوم قراره محتلّ، ولهذا السّبب لا ننجح بالقيام بأي شيء منذ أكثر من 10 سنوات"، سائلًا: "لماذا لا يمكن القيام بالإصلاحات؟ لأنّ القرار محتل، وكذلك لا يمكن انتخاب رئيس لأنّ القرار محتل. كذلك جرّوا البلد إلى حرب لم يردها لأنّ القرار محتل".
كما تساءل: "لماذا لا يمكن القيام بشيء في ملف النازحين؟ لأنّ القرار محتل، إذ يمكن أن نقول لكل من لا يملك الأوراق تفضّل إلى المصنع، وبالتّالي لا يمكن اتخاذ أيّ قرار لأنّ "حزب الله" رافض أن يكون قرار الدّولة حرًّا، وان يكون لدينا بلد نعيش فيه أحرارًا بكرامتنا وبأمل كبير في المستقبل"، مبيّنًا أنّه "لا يمكن انتخاب رئيس لأنّ "حزب الله" يعطّل النّصاب، ولا يمكن إخراج النّازحين لأنّه يريد بقاءهم ليضغط على المجتمع الدولي وليبقى الرّئيس السّوري بشار الأسد سعيدًا".
واعتبر الجميّل أنّ "أساس المشكلة بمكان واحد، إن حرّرنا قرارنا يمكننا انتخاب رئيس جمهوريّة على قدر المسؤوليّة، رجل وطني يمكنه القول "لا" عندما يتعلّق الأمر بمصلحة لبنان، رئيس منفتح يستعيد علاقات لبنان مع الخارج ويقوّي الجيش والمؤسّسات"، مشيرًا إلى أنّه "لو كان قرار الدّولة حرًّا، لمنعت أيّا كان من فتح جبهة في الجنوب أو غيره، لأنّ هذا قرارها فقط". وتساءل: "هل يمكن التخيّل أنّ الدّولة لا علم لها كيف لبنان يدمّر؟ الحكومة لا تجتمع للتحدّث بالحرب، والمجلس النّيابي لا ينعقد ليتحدّث عن الحرب، كما لا نسمع لا بوزير الدّفاع ولا غيره".
وشدّد على أنّ "معركتنا معركة تحرير قرار البلد. كثر يقولون إنّهم يريدون تغيير النّظام السّياسي، لكن هل هذا ممكن وهناك ميليشيا متحكّمة بالبلد؟ نظامنا يحتاج لإعادة نظر، إنّما عندما تكون الدّولة حرّة، عندها نجلس معًا ونفكّر بتطوير النّظام، إنّما الآن يجب تحرير البلد".
وتوجّه إلى قيادة "حزب الله" وأمينه العام السيّد حسن نصرالله، قائلًا: "عندما تريدون أن تقولوا لنا أمرًا ما، تفضّلوا بقوله مباشرةً، وليس عبر من يطلّون على الإعلام ولا يجيدون الحديث. إن كنت تحبّ إجراء مناظرة تلفزيونيّة فأهلًا وسهلًا، نحن مستعدّون، ففي "الكتائب" لا نخجل بتاريخنا ولا بحاضرنا ولا بمستقبلنا ولا بشهدائنا ولا بمقاومتنا ولا بمستقبل شبابنا". ورأى أنّ "هذا البلد لن يرتاح إلّا بعد إغلاق جبهة الجنوب، فقد بدأت ويلات لبنان منها، وتنتهي هذه الويلات مع إغلاقها".
وأكّد الجميّل "أننا نريد أن يستلّم الجيش اللبناني حدود لبنان من أقصى الجنوب إلى أقصى الشّمال، ومن يتعدّى على لبنان إسرائيليًّا كان أو سوريًّا أو فلسطينيًّا، نهّب كلّنا للدّفاع عن وطننا، ولم يعطِ أحد لـ"حزب الله" وكالةً حصريّةً، فهذه مهمّة كلّ اللّبنانيّين الدّفاع عن لبنان عبر المؤسسّات والجيش".
إلى ذلك، خاطب كلّ اللّبنانيّين الّذين يعيشون في لبنان، بالقول: "أطلب منكم أمرًا واحدًا: هذا بلدكم أنتم الّذين تؤمنون بالدّولة والحياة والحبّ والسّلام والإزدهار، أنتم الّذين ترفضون منطق الخوف والدمار والموت. هذا بلدكم استعيدوا قراركم"، مركّزًا على "أنّنا نخوض المعركة جميعًا بدون تمييز. خوض المعركة بمنطق طائفي هو فوز لـ"حزب الله"، ونحن بحاجة اليوم لنتوحّد ونحرّر بلدنا من خلال الإنفتاح ومد اليد للآخر".
وتوجّه مجدّدًا إلى "حزب الله"، قائلًا: "لسنا ضدّك بل ضدّ أن تستخدم السّلاح لتركّع اللّبنانيّين وتودي بالبلد إلى الخراب، عُد إلى لبنانيّتك وتساوَ مع الآخرين وسلّم سلاحك كما فعلنا، التزم بالدّستور والقانون، ونحن مستعدّون لمدّ اليد والتّعاون"، موضحًا "أنّنا في قضيّتنا دافعنا عن بلدنا وبيوتنا، ولم نكن نريد الحرب ولم نعتدِ على أحد ولم نخض معارك في مكان لا علاقة لنا به، خضنا معارك في الدّكوانة وشكا وزحلة وبيروت وقنات وصنين وعين الرمانة وكفرشيما والأشرفية، وكل المعارك كانت دفاعًا عن النّفس ولم نتعدّ على أحد في يوم". وأضاف: "كلّ التّخوين مرتجَع مع الشّكر، ونحن مقتنعون بالعيش بسلام، فنحن أبناء السّلام ونكره كل ما له علاقة بالأذى للإنسان".