أشارت صحيفة "الأهرام" المصريّة، إلى أنّ الهجمات العسكريّة في قطاع غزة الّتي أصبحت محطّ إدانة من جانب قوى ومنظّمات إقليميّة ودوليّة عديدة، تكشف إلى حدّ كبير كيف تتعامل حكومة الإسرائيليّة مع الضّغوط الدّاخليّة الّتي تتعرّض لها.
وأوضحت أنّ فضلًا عن وجود لوبي داخل حكومة بنيامين نتانياهو مناهض لوقف إطلاق النّار، يقوده وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والماليّة بتسلئيل سموتريش، اللذين يهدّدان نتانياهو بإسقاط الائتلاف الحكومي في حالة إقدامه على التّجاوب مع هذه الجهود، فإنّ عائلات الأسرى الإسرائيليّين تضغط بدورها من أجل إنهاء الحرب واستعادة ذويهم.
ورأت الصّحيفة أنّ الضّغوط المتناقضة هي الّتي تدفع نتانياهو إلى المضي قدمًا في تنفيذ هذه الهجمات العسكريّة غير المسبوقة، غير عابئ بما تسفر عنه من سقوط ضحايا مدنيّين من الفلسطينيّين بين قتيل وجريح، فضلًا عن تدمير ما تبقّى من بنية تحتيّة داخل القطاع. ولذا سارعت الحكومة إلى استغلال الإعلان عن تحرير أربع أسرى في عمليّة النّصيرات، لتقليص حدّة هذه الضّغوط الّتي تتعرّض لها.
واعتبرت أنّه من هنا لا يبدو أنّ الحكومة الإسرائيلية ستتراجع عن تنفيذ مثل هذه العمليّات، الّتي من شأنها أن تفاقم من الأوضاع الإنسانيّة الصّعبة في القطاع، وعرقلة الجهود الّتي تُبذل من أجل إنهاء الحرب، فالأولويّة بالنّسبة لها تبقى استمرارها في السّلطة مهما فرض ذلك من تداعيات على الأرض.