علمت "النشرة" من مصدر مطّلع، أنّ قواعد الاشتباك الحدوديّة بين لبنان وإسرائيل تغيّرت شكلًا خلال الأشهر الماضية، ولكنّها بقيت من دون تعديل في مضمونها، على قاعدة: لا حرب مفتوحة وشاملة.
وأشار المصدر إلى أنّ المواجهات الحدوديّة تدرّجت، خصوصًا مع توسيع إسرائيل دائرة استهدافاتها في جنوب لبنان، ممّا دعا "حزب الله" إلى التعامل بالمثل، عبر توسيع دائرة ردوده أيضًا، واستخدامه أسلحةً جديدةً في مجال الطيّارات المسيّرة الّتي تصل إلى أهدافها بدقّة، أو صواريخ أرض- جو الّتي تُسقط مسيّرات إسرائيليّة في الأجواء اللّبنانيّة؛ وقد تُسقط طائرات حربيّة إسرائيليّة أيضًا.
وأضاف أنّ الضّوابط الّتي تمنع أن تكون الحرب مفتوحة أو شاملة في لبنان، هي عديدة:
أوّلًا، لا تستطيع تل أبيب فتح جبهات إضافيّة، خصوصًا أنّ استنزاف جيشها يزداد في غزة، وهو ما أدّى إلى استقالات في حكومة الحرب.
ثانيًا، تتعّدد الضّغوطات الدّوليّة، وخصوصًا الأميركيّة منها، لوقف حرب غزة، والدّخول في مسار تفاوضي استدعى حضور وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن مرّة أخرى إلى تل أبيب، في السّاعات الماضية.
ثالثًا، تمارس الدّول العربيّة والإقليميّة ضغوطًا أيضًا على الإسرائيليّين، تجلّت بدعم المقترح الأميركي من جهة، وتجميد عمليّات التّطبيع من جهة ثانية، ممّا يفرمل أي حسابات حربيّة إسرائيليّة إضافيّة.
رابعًا، استخدم "حزب الله" أسلحةً متطوّرةً جديدةً، أدّت إلى ترميم نظام الرّدع لديه، الّذي كان تصدّع في الأشهر الماضية. وهو أمر يحول دون قيام الإسرائيليّين بأيّ تهوّر ميداني، ويفرض بقاء الـ"ستاتيكو" ذاته: مواجهات حدوديّة دون الانزلاق إلى الحرب المفتوحة، خشيةً من مفاجآت.
خامسًا، هناك اتفاق أميركي- إيراني ضمني حصل عبر مفاوضات سلطنة عُمان، يمنع تمدّد مساحات المعارك كي لا تؤدّي إلى حرب إقليميّة.
لذلك، سيبقى الاشتداد الميداني قائمًا بين لبنان وإسرائيل طيلة حرب غزة، ويشهد تقدّمًا أو تراجعًا في عدد ونوعيّة الضّربات المتبادلة، وتلامس سخونته الجنوبيّة حدود الحرب، من دون الوصول إليها. بينما ستبقى المناطق اللّبنانيّة على حالها بعيدة عن المواجهات، باستثناء مواقع محدّدة في البقاع، كما حصل سابقًا في استهداف إسرائيل مراكز لـ"حزب الله".