بدعوة من المعهد الفني الأنطوني الدكوانة وبرعاية الأباتي جوزف بو رعد رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية وبالتعاون مع شركة Moses Art عُقد مؤتمر الفن والتكنولوجيا في دير مار روكز الدكوانة مركز الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية المارونية بتاريخ ١٠ حزيران ٢٠٢٤ واستمرَّ حتَّى الرابع عشر منه

وقد شارك فيه مختلف الجهات، رجال دين وراهبات وعلمانيين ودكاترة وأساتذة وإختصاصيين في الفن والتكنولوجيا وكتابة الأيقونات البيزنطية والتاريخ وعلم الآثار والتراث في بيروت - لبنان

توجَّه المعهد الفني الأنطوني بخالص المحبة والشكر لرئيس الرهبنة الأنطونية الأباتي جوزف بو رعد على رعايته مؤتمر الفن والتكنولوجيا في دير مار روكز الدكوانة وبالتعاون مع شركة Moses Art والذي استمر من 10 حزيران وحتى الرابع عشر منه، كما شكر وزارة الثقافة اللبنانية على تعاونها معنا ولمشاركة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى بجلسة الافتتاح ولكل مَن شارك من لبنان وأميركا وفرنسا في أعمال هذا المؤتمر.

ولفت المعهد الى انه بناءً على نقاشات وتبادل الآراء التي جرت خلال المؤتمر والتي تمحورت حول الفن والتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي والفن الكنسي بين التقليد والحداثة والفن الكلاسيكي والترميم والصحة النفسية والجسديّة للفنانين… وغيرها من المواضيع ، نعرض بعض التوصيات وخلاصة الندوات التي تمَّت خلال المؤتمر، حيث يُعد هذا المؤتمر مناسبة مميزة تمَّ التداول فيها بطروحات وأبحاث تخصُّ الفنانين والفنانات، والمثقفين والمهتمين بكلِّ أشكال الفن والتكنولوجيا كما وتمَّت المحاولة، قدر المستطاع، لمناقشة أعمق جوانبه مُستعرضين التحديات التي تواجهه في عصرنا خصوصًا الذكاء الاصطناعي وكل التداعيات الناتجة عنه .

واعتبر المعهد ان "هذا المؤتمر أثبت أهمية إنشاء استراتجيَّات ومُشاركة المحتوى الرَّقمي الذي يجذب الجمهور ويُنمِّيه وقد قدَّم النَّصائح حول التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانتشار أوسع وعمليٍّ أكبر، كما تمَّ تسليط الضوء على أهميَّة المحافظة على تُراثِنا الفنِّي للأجيالِ القادمة من خلال العمل على استكشاف تقنيَّات للحفاظ على الفن الكلاسيكي وترميمه، متى دعت الحاجة، والتنويه بالطرق والأساليب للقيام بذلك، علمًا بأنَّه تتوفَّر عدَّة نظريَّات للعمل على تطبيقِه قد تختلف الواحدة عن الأخرى".

ورأى المعهد أن الندوات والمحاضرات وورش العمل في هذا المؤتمر شكلت منصَّة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين المحاضرين والمشاركين في المؤتمر وقد تمَّ التَّنويه كيف أنَّ الفنَّان قديمًا، مثلًا، كان يمتلكُ أسرار التركيبات التي كان يستعملها في لوحاته، بينما اليوم هو آخر مَن يعلم أسرار هذه التركيبات، لأنَّ المؤسَّسات التي تهتم بتركيب الألوان وتصنِّعها تعتمد أساليب حديثة، لا تختلف فقط من حيث الطريقة وإنَّما قد تختلفُ أيضًا من حيثُ الجودة والنوعيَّة

واكد أنه تمَّ العمل على التأكيد على أهميَّة تعزيز التعاون والتواصل وتشجيعهما بين مختلف الفنانين والمثقفين والمؤسسات التي تُعنى بالفنون، إذ يمكن للتبادل والتعاون أن يُسهما بطريقةٍ فعَّالة وسريعة في تطوير الفن ونشره بين مُختلف الجهات والجماعات.

وحول تعزيز التعليم والتدريب، أكد إنَّ التركيز والمواظبة على تفعيل النشاطات وورش العمل وتسليط الضوء على كافَّة التطورات والمُستجدات وتبادلها في الندوات والحلقات الثقافيَّة والفنيَّة تُساهم في تطوير هذا الحقل وتخلق جسورًا تكمنُ أهميَّتها في المحافظة على القديم واستعمال التطوُّر في خدمة الفنون العريقة والتي هي إرثٌ وجبَ العمل على الحفاظ عليها كما وتفتح المجال أمام استيعاب التقنيات الجديدة واستخدامها كما يجب في حقل الفنون الواسع

وتطرَّق المؤتمر إلى التخطيط المالي الذي قدَّم النصائح العمليَّة حول إدارة الشؤون الماليَّة بما في ذلك وضع الميزانيَّة، فَهم مصادر الدخل المختلفة، تَتبُّع النفقات، التخطيط لتحقيق الاستقرار المالي في المستقبل من خلال قنواتٍ عديدة كالمِنَح والرعاية والمبيع عبر شبكة الإنترنت

ورأى ان "العلاج بالفنون هو من أنجع طرق العلاج وأهمُّها، لذا تطرَّقَ المؤتمر لهذا الحقل المُتعلِّق بالصحَّة النفسيَّة والذهنيَّة حيثُ جرَت مناقشات لتحديد ومعالجة تحديات الصحَّة العقليَّة التي قد يواجهُها مطلق أي إنسان وتحديدًا الفنَّانين، مع طرقٍ وأساليب للسيطرة على التوتُّر والقلق وضغوطات العمل الإبداعي، وصولًا إلى المرونة في المهنةِ الإبداعيَّة وكيفيَّة التغلُّب على الحواجز الإبداعيَّة".

ولفت الى انه "من ضمن المجالات التي خاضها هذا المؤتمر الجلسات التعليميَّة حول النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم اللذَين لهما القدرة على تعزيز الوظيفة الإدراكيَّة والإبداع.

وحث الجميع على التحلِّي بالتسامح والاحترام لتفريغ الذات من المشاعر السلبيَّة فيتمتَّع الفنَّان بقدرٍ كافٍ من السلام الداخلي كي يستطيع بلوغ الإبداع في كافَّة المجالات الفنيَّة، مطالبا اللبنانية والمعنيين بتأمين الفرص المناسبة لمحبي الفن على أنواعه وتأمين المستلزمات الضرورية لهم كما ونطالب وزارة الثقافة اللبنانية والمديرية العامة للآثار بحماية الأبنية الأثرية في بيروت والحفاظ على ما تبقى من الارث التراثي اللبناني

وفي الختام توجه بالشكر العميق لجميع المتحدثين والمشاركين والشركات الداعمة والجسم الاعلامي والمحطات التلفزيونية التي نقلت وقائع المؤتمر وكل وسائل الاعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا على الاستمرار في تأدية هذه الرسالة السامية ونصلِّي من أجل الكنيسة جمعاء سائلين الله أن ينعم علينا بأيام خير وبركة وعلى وطننا الحبيب لبنان بالطمأنينة والازدهار والسلام.