علق العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال، في حديث لـ"النشرة"، على "رسالة الهدهد"، معتبراً أن الموضوع يجب أن يقرأ من زاويتين، الأولى هي التوقيت الذي تزامن مع زيارة المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوشكتاين إلى لبنان، بتكليف من إدارة الرئيس جو بايدن التي لديها مصلحة في تحقيق إنجاز ما على الحدود الجنوبية، وبتكليف إسرائيلي أيضاً للتخفيف من الضغط الذي يمارسه "حزب الله"، كما أنه تزامن مع تزايد حجم التهديدات الإسرائيلية التي كان اخرها ما حمله هوكشتاين، حيث التلميح إلى أنه بعد إنتهاء معركة رفح سيتم التركيز على جبهة لبنان.
بالنسبة إلى الزاوية الثانية، أي العسكرية، رأى رمال أن قدرة المسيرات على الوصول دليل من الناحية العسكرية على فشل القبة الحديدة ووسائط الدفاع الجوي الإسرائيلية، مشدداً على أن أهمية هذه النقطة، نظراً إلى أن التفوق الجوي الإسرائيلي هو الذي كان يفعل فعله في غزة والجنوب.
وأوضح رمال أن "حزب الله"، في ظل التهديدات الإسرائيلية، أراد أن يقول لتل أبيب أن هذا ما ينتظركم على الجبهة الجنوبية، وبالتالي أي إستهداف خارج القواعد المعمول بها سيقابل بإستهداف آخر وفي مناطق حيوية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحسن من شروط التفاوض إذا ما كان هناك من تفاوض لأن القوى هو الذي يفرض شروطه.
بالنسبة إلى رمال، هذا التطور سيزيد من أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي سيشعر بالخطر، لا سيما أن الحديث عن منطقة تبعد عن الحدود نحو 28 كيلومتراً، وهي بحال لم تكن تحت مرمى الصواريخ فإنها ستكون تحت مرمى قذائف المسيرات أو متفجراتها، وهي وصلت إلى حيفا ومن الممكن أن تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، مضيفاً: "كما أن الشرخ بين القيادتين السياسية والعسكرية سيزداد، وسيحمل نتانياهو مسؤولية الإخفاق على مستوى الجهوزية".
ورداً على سؤال حول تعمد "حزب الله" توجيه الرسائل المتعلقة بالقدرات الجوية، لفت رمال إلى أن الإسرائيلي كان في كل معاركه السابقة يعتمد على التفوق الجوي، لكن اليوم الحزب يكشف عن أن لديه قدرات إستطلاعية لا يستهان بها، بعد أن كان كشف عن قدرات متعلقة بصواريخ أرض جو، وبالتالي الإسرائيلي في أي قرار سيتخذه سيكون حذراً.
ورأى رمال أن التفوق الجوي الإسرائيلي الذي كان دائماً حاسماً يبدو أنه أصبحت تواجهه قوة رادعة، مشيراً إلى أن الحزب لم يكشف عن حجم هذه القدرة لكن تم لمس ذلك من خلال إسقاط المسيرات والتصدي للطائرات الحربية، مضيفاً: "لا نعرف ماذا يوجد في مخزون حزب الله من قدرات في هذا المجال، لكن ما نعرفه بناء على التطورات الأخيرة أنه عند أي عدوان جوي إسرائيلي كبير سيكون لدى الحزب قدرات جديدة لم يعلن عنها".