جاءت جولة المبعوث الاميركي أموس هوكستين إلى تل ابيب ثم إلى بيروت، بعد اشتداد المواجهات في غزة من ناحية، وفي جنوب لبنان من ناحية ثانية.

واذا كان هوكستين ابلغ المسؤولين اللبنانين في جولته السابقة انه لن يعود إلى لبنان، الاّ عند توقف حرب غزة، نتيجة ربط مواجهات الجنوب اللبناني بمسار معركة غزة، فإنّ المبعوث الاميركي حطّ على عجل في إسرائيل، طالباً خفض التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية، قبل ان تتفلّت، في ظل انشغال الاميركيين بإنتخاباتهم التي تبدأ بمناظرة بايدن - ترامب بعد ايام. لكنّ هوكستين سمع من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كلاماً يفيد انه مستعد لتوسيع دائرة الحرب، في حال لم يتوقف "حزب الله" عن استهدافه في شمال اسرائيل. وهو كلام يكرره نتنياهو منذ بداية الحرب في قطاع غزه.

وبحسب المعلومات فإن هوكستين المُدرك للحقيقة اللبنانية بأن لا وقف للمواجهات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية الاّ حين تنتهي حرب غزة، اكد في تل ابيب ان الحل هو في قطاع غزه، لكن جاءت رسالة نتنياهو تصعيديّة: قرار السنوار(مسؤول حماس في غزه) عند "حزب الله".

فُهم ان الاسرائيليين يتوسلون من الحزب المذكور عبر الاميركيين، تدخّلاً لدى حماس، تحت طائلة توسيع الحرب. رغم ان "حزب الله" يكرّر دوماً ان قرار حماس في غزه وليس في اي مكان آخر.

وعليه، فإن الحصيلة بحسب معلومات "النشرة" هي مايلي:

- التواصل بين لبنان وهوكستين سيبقى مفتوحاً، بإنتظار نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع حماس بشأن مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف حرب غزه.

- لا جديد يُنتظر قبل ذلك الموعد. فيما يرجّح ان تشتد وتيرة المواجهات المتواصلة حدودياً.

- "حزب الله" تقصّد الإعلان عن مسيرة هدهد، للتأكيد على قدرته على الوصول لأهداف اسرائيلية استراتيجية. وهو يعني ان ربع الساعة الأخير من الحرب يشهد شد حبال بين اسرائيل من جهة، ومحور حماس وحزب الله والحوثيين من جهة ثانية بتصعيد مفتوح، لكن لن يصل إلى حد الحرب بين لبنان وإسرائيل، لتقتصر السخونة على المساحة الحدودية، والأهداف المنتقاة خارجها.