ذكرت صحيفة "الأخبار"، أنّ "زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين كانت أقلّ دبلوماسية من سابقاتها. فمع التشدد الإسرائيلي حيال الوضع الجنوبي، لم يعد كافياً الكلام عن رغبة أميركية في تحييد لبنان"، موضحة أنّ "ثمّة مؤشرات مقلقة تجعل البعض ينظر إلى الزيارة على أنها تحمل أبعاداً مختلفة، إذ تأتي - كما يختصر متصلون بالإدارة الأميركية - في توقيت دقيق، لتكون بمثابة العد العكسي للحرب أو السلم".

وقالت "تبدّلت مهمة هوكشتاين، وفق سير الأحداث والمفاوضات التي كانت دائرة بين واشنطن وإيران، وبين واشنطن والدول العربية حيال وقف النار ومستقبل غزة، وموقف إسرائيل من التهدئة واليوم التالي لوقف الحرب. المعطيات الميدانية تبدّلت منذ ذلك الوقت، ما كان مطروحاً من مبادرات حيال لبنان والكلام حول تفعيل القرار الدولي 1701 وتثبيت نقاط حدودية وطروحات لتراجع حزب الله أولاً إلى ثلاثين كيلومتراً ومن ثم سبعة كيلومترات، تبدّل كله بمرور الأشهر وسير المعارك وتبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك بفعل المفاوضات الدائرة في المنطقة، وأيضاً بفعل الموقف الإسرائيلي المتشدّد تجاه لبنان وحزب الله، ويتم التعامل لبنانياً مع زيارة هوكشتاين على أنها حاملة لرسائل أميركية وإسرائيلية معا".

وكشفت الصحيفة أنّ كلام هوكشتاين كان بمثابة "رفع التحذير إلى مستوى أعلى مما كان عليه سابقاً. وتصريحاته العلنية كانت انعكاساً لما قاله خلال لقاءاته الرسمية من دون أن يخفي قلقه من أن هامش الوقت بدأ يضيق أمام لبنان".

وفي معلومات صحيفة "الجمهورية" فإنّ الموفد الأميركي ركّز في لقاءاته في بيروت، والتي كان أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على ضرورة خفض التصعيد والتوتر جنوباً في انتظار نتيجة المفاوضات حول غزة، والتي أرسل اكثر من إشارة على أنها ستحسم قريباً وعلى لبنان ان يكون مستعداً لعقد صفقة جنوباً تُتيح بداية تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وهي وقف العمليات العسكرية وعودة النازحين والمستوطنين. امّا عن تراجع "حزب الله" إلى الوراء بضعة كيلومترات، فلم يأخذ هوكشتاين جوابًا حول هذا الأمر، ومرة جديدة سمع انّ مفتاح الحل في غزة ولا كلام قبل وقف الحرب عليها.

وعن الأسباب التي دفعت هوكشتاين للقدوم إلى بيروت قبل حصول وقف إطلاق النار في غزة بحسب ما تم الاتفاق عليه في الزيارة السابقة، قالت مصادر تابعت أجواء اللقاءات لـ"الجمهورية" إنّ جانبًا من تحرك المبعوث الرئاسي مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأميركية وبضرورة عدم ترك الأرض والاستمرار في التحرك سعياً للتهدئة.

وقَلّلت المصادر من ارتفاع وتيرة التهديدات المستمرة، وقالت: "كل هذه التواريخ تسقط أمام ​سياسة​ الردع التي فرضتها المواجهات على جبهة الجنوب، والاميركي يحاول قدر الإمكان لَملمة الوضع، وتحرّك هوكشتاين جيد في الشكل ولكن في المضمون هو لزوم ما لا يلزم لأن لا حلول من عندنا وجبهة الإسناد مستمرة في مهمتها، والشغل "مش عنّا" بل على طاولة المفاوضات وفي الضغط على اسرائيل لوقف مجازرها وحربها الهمجية".

وعلمت "الجمهورية" من مسؤول حكومي أنّ "هوكشتاين يحاول تسويق المبادرة التي أطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمنّى ان تسير حركة حماس في هذه المبادرة ليتوقف إطلاق النار، ويمكن عندئذ استئناف البحث في تنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب اللبناني".

واضافت المصادر انّ هوكشتاين سيحاول عبر برّي إقناع حزب الله بالتأثير على حركة حماس لكي تتجاوَب اكثر مع مشروع الحل الذي طرحه الرئيس الاميركي لغزة لوقف اطلاق النار، ولو مؤقتاً، بما ينعكس تهدئة في جبهة الجنوب اللبناني.

وأوضحت أوساط حكومية شاركت في اجتماع ميقاتي مع هوكشتاين أنّ "الوضع قابل للتهدئة على رغم من التصعيد الميداني الظاهر".

بدوره، ذكر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب لـ"الجمهروية"، "أننا التقينا هوكشتاين وعرضنا للوضع في الجنوب وغزة وموضوع رئاسة الجمهورية، وأكتفي بما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عمّا يطالب به لبنان".