اشار الوزير السابق وديع الخازن، والذي تربطه علاقات وثيقة بعاصمة الكثلكة والكرسي الرسولي في الفاتيكان، الى أن "أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين مدعو من قبل مؤسسة فرسان مالطا، من أجل المشاركة في نشاطات كنسية وإجتماعية"، لافتا إلى أنه "سيلتقي بعض المسؤولين، من بينهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فضلاً عن بعض المرجعيات الروحية، للإطلاع منهم على الواقع المسيحي الحقيقي ونظرتهم لمجريات الأحداث الداخلية والمحيطة، لا سيما في جنوب لبنان"، مشددا على أن "الفاتيكان يعوّل على العيش المشترك أو الواحد بين اللبنانيين، متمسّكاً بموقف قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني عندما وصف لبنان بوطن الرسالة".

وذكّر في حديث للـ"ديار"، "بما كان قد حصل في العراق، حيث لم يبقَ من المسيحيين إلا حوالى 5%"، لافتا إلى أن "هناك نزيفاً حاصلاً في هجرة المسيحيين من لبنان، لكن يمكن من خلال الجهود والمساعي الحثيثة إعادة انتظام الأمور".

وأكد أنّ "الكرسي الرسولي يسعى إلى المساعدة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، دون التدخّل أو التأثير في عملية الإنتخاب، علماً أنّ رئيس الجمهورية اللبناني هو المسيحي الوحيد في الشرق". واشار الى أن "انتخاب الرئيس سيكون عاملاً إيجابياً في هذا الإطار"، متمنيا أن "تكون زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، صرخة ضمير ودافعاً كي يبادر جميع المسؤولين والقيادات إلى إخراج اللبنانيين من نكبتهم، ووقف هذا الإنحدار السياسي وتبديد قلق مسيحيي لبنان، خصوصاً على مستقبلهم وحضورهم ورسالتهم، فالفاتيكان يؤمن بلبنان رسالة تجمع المسيحيين والمسلمين في هذا العالم المضطرب، وهو أكثر المؤمنين بكيان لبنان والداعمين لوحدته والحريصين على بقائه. وهذه الزيارة الكريمة تثبت إن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس لا يبغي للبنان إلا الخير ولا يعمل إلا من أجل السلام، وكلّنا أمل أن تثمر هذه الزيارة إيجاباً في المسار اللبناني".

وحول المساعي الحاصلة من قبل الفاتيكان، اشار إلى أن "الكرسي الرسولي يعوِّل على المساعدة في انتخاب الرئيس، من خلال تواصله مع كافة الدول المؤثرّة بالملفّ اللبناني، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما وأن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن هو كاثوليكي وتربطه علاقات وطيدة مع عاصمة الكثلكة، وبالتالي يستطيع أن يؤثر في هذا المجال"، موضحا أن "الواقع على المستوى الإقليمي، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، يؤثر سلباً على الملف الرئاسي". ولفت إلى أن "السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا لم يهدأ بتحركه من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد، شأنه شأن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي يذكر في عظاته كل أحد بإتمام هذا الإستحقاق، ويشدِّد على ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن إنتخاب الرئيس يعيد الأمور إلى مجاريها".