رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "ما يحدث في الأوساط السياسية الإسرائيلية ربما يكون دليلا دامغا على تزايد الخلافات الداخلية بسبب الحرب في غزة، ولكنه في واقع الأمر يعكس محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ممارسة "لعبة" جديدة هدفها التغطية على فشله الذريع في العمليات العسكرية التي يشنها جيشه ضد الفلسطينيين في غزة منذ 8 تشرين الأول الماضي".

ولفتت إلى أن "نتانياهو قرر إلغاء ما يسمى "مجلس الحرب" الإسرائيلي، وتشكيل مجلس سياسي مصغر لإجراء المشاورات الحساسة المتعلقة بالحرب الجارية في غزة حاليا، بعد أن وصلت العمليات العسكرية نقطة فاصلة، فلا الحكومة الإسرائيلية حققت هدفها بالقضاء على "حماس"، ولا هي نجحت فى تحرير المحتجزين في القطاع، ولا هي ستنجح كذلك في تحقيق الأمن للإسرائيليين، والأسوأ من ذلك، أن هذه الحرب، والممارسة الإسرائيلية البشعة تجاه المدنيين، تسببت في تراجع حجم الدعم الدولي، والغربي تحديدا، الذي ظلت تتمتع به إسرائيل على مدى عقود، بدليل التحركات الدولية لمحاكمة نتانياهو دوليا لمسئوليته عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة".

واعتبرت أن "ما هو مؤكد في إسرائيل الآن أن نتانياهو بات يتصرف بشكل منفرد، وبصورة ترضي الأصوات المتطرفة، بهدف إطالة أمد بقائه في السلطة، في الوقت الذى بات فيه الرأى العام العالمي مقتنعا الآن أكثر من أي وقت مضى بأن نتانياهو هو العقبة الرئيسية والأولى التي تعترض سبل التوصل إلى وقف للقتال، وبدء مشوار البحث عن تسوية سياسية دائمة وشاملة، للقضية الفلسطينية".

واشارت إلى أن "هناك مخاوف متزايدة من أن "ألاعيب" نتانياهو تنذر أيضا بتوسيع نطاق الحرب أكثر وأكثر، بدليل أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوفدت مستشارا كبيرا لإسرائيل فى مهمة أساسية، تهدف إلى تجنب مزيد من التصعيد على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان".

وأضافت: "من الواضح أن ألاعيب نتانياهو لن تنتهي في سبيل توسيع نطاق الحرب وإسالة مزيد من الدماء. ولن تتوقف هذه المحاولات والممارسات، ما دامت بعض الأطراف الدولية لا تزال تغض البصر عما ترتكبه إسرائيل من جرائم، وتقف مكتوفة الأيدى حيال ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم، وما تتعرض له المنطقة من الحماقات الإسرائيلية".