دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى إجراء تحقيق معمّق في العقد الذي سبق الهجوم المباغت الذي نفّذته حماس في السابع من تشرين الأول الماضي، مشدّدا على أنّ الجيش الإسرائيلي "فوجئ تماما" بالهجوم.

وفي كلمة ألقاها في مراسم تأبين قتلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والتي تحدّث من خلالها عن الفشل الاستخباراتيّ الإسرائيليّ الذريع في السابع من تشرين الاول، اوضح بانه "منذ التقينا آخر مرة هنا، تغيّرت أشياء كثيرة، وفي مركزها، الحرب التي تدور في قطاع غزة، والمواجهات المتصاعدة مع حزب الله، وفي الضفة الغربيّةالمحتلة، وفي ساحات قريبة وبعيدة".

وشدّد غالانت متحدّثا عن هجوم حماس، على أنّ "هذه الحرب الصعبة"، مشيرا إلى أنها "فاجأت قوات الجيش الإسرائيلي تماما". وذكر أنّ "بطولة المواطنين والجنود النظاميين والاحتياط، هي التي أوقفت العدو بثمن باهظ، لم نعرفه من قبل".

ولفت وزير الدفاع الى إن "الفشل المؤلم، والفجوات الكبيرة، ستتمّ دراستها وتعلّمها، وستؤثر دروسها على مستقبلنا في هذا البلد". وأشار إلى أنه على الرغم من المفاجأة التي لحقت بالجيش الإسرائيليّ، إلا أنه "يعود الفضل لنا في التصميم والتضحية الشخصية، والقدرات النظامية، التي خلقت القوّة والهجمات، وأدّت إلى إنجازات عملياتيّة ضد العدو؛ في إيران ودمشق وغزة وبيروت".

وفي ما يتعلّق بالتحذيرات التي سبقت الحرب وتم تجاهلها، قال غالانت: "أتوقع من كل جندي وجندية وقائد وقائدة أن يُسمع صوته، وأن يعبّر عن رأيه وتقييمه وأن يرفع راية حمراء، ويحذّرني حتى لو كان في موقع رأي أقليّة، ولا يتوافق مع تقييم الأغلبية".

وأضاف غالانت أن "عناصر المؤسسة الأمنيّة، هم الذين يشكّلون الجدار الحديديّ والقبضة الفولاذيّة التي تتيح تواجدنا هنا، وبخاصة في هذا الوقت، وعلينا أن نقوّيهم، وألا ندير ظهورنا لهم". ودعا إلى إجراء تحقيق معمّق، ليس في الفشل الاستحباراتيّ فحسب، بل وفي في السنوات التي سبقته كذلك.

واردف غالانت: "تقع على عاتقنا جميعًا، من قوّات أمنية ومستوى سياسيّ، مسؤولية إجراء تحقيق عميق وقاطع وفهم كيف كان من الممكن حدوث واقع تمّ خلاله بناء قدرات العدوّ الدفاعيّة والهجوميّة على مدى عقد من الزمن، ممّا أدّى إلى الفشل الاستخباراتيّ والعملياتيّ، الذي بلغ ذروته في السابع من تشرين الاول". وأضاف: "إن الدعم والمساندة ضروريان لعملنا ونجاحنا، والتحقيق واستخلاص العِبر ضروريان لاستمرار وجودنا".