أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في كلمة له خلال الاحتفال التأبيني تكريمًا للقائد طالب عبد الله "أبو طالب" في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن "الشهادة عندنا انتصار وفوز وليست هزيمة وأخطر ما يواجهه الكيان الصهوين أن من يواجهه في ساحة المعركة يحمل هذا الفكر"، معتبرا ان "مسيرتنا تملك هذه القدرة على التحمل في المقاومة وبيئتها وجمهورها فلا تسقط لنا راية ولا يتسلل إلينا ضعف".

ولفت نصرالله الى انه " جبهة لبنان المُساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو، مبينًا أن من أوضح الأدلة على قوة تأثير جبهة لبنان هو الصراخ الذي نسمعه من قادة العدوّ ومستوطنيه، مؤكدًا أنه لو كان ما يحصل في جبهة الجنوب من دون تأثير لما سمعنا صراخهم وعويلهم.

هذا، وأوضح نصر الله أنه منذ بداية المعركة في جبهة لبنان لإسناد غزّة عملت ماكينة إعلامية ضخمة على تبخيس إنجازات وتضحيات الجبهة الجنوبية وجبهات الإسناد، لافتًا أنه بحسب قادة العدوّ جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جنديّ في قوات العدوّ وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزّة.

وتابع نصر الله قائلًا أن جبهة لبنان حجبت قوات العدوّ عن المشاركة في غزّة وجزء منها قوات نخبة لأن هناك خوف لدى العدوّ من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحًا في حال تطوّر المواجهة.

وأضاف أن "الاحتلال يخفي خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط، وأوضح أن جبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدوّ هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتّى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة، مؤكدًا أن صورة العدوّ عسكريًا أمنيًا ردعيًا انهارت ويبدو جيشه مهزومًا منهارًا تعبًا ومنهكًا".

كذلك تطرق نصر الله إلى ما يحصل في اليمن معتبرا انه "بعد 8 أشهر من المعركة يتحدث العدوّ عن الفشل الأميركي والبريطاني في منع المجاهدين المقاومين اليمنيين من حماية السُفن المُتجهة إلى الكيان، مؤكدًا أن هذا فشل استراتيجي لأكبر أسطولين في العالم".

وأضاف نصر الله أن "العدوّ بسبب عدم قدرته على المواجهة في جبهات متعددة تكفلت أميركا وبريطانيا بجبهة اليمن التي أظهرت فشل واشنطن ولندن في وقف العمليات وعجز العدوّ عن مواجهتها".

من جهة اخرى، لفت نصرالله الى ان "القتال الأسطوري في غزّة والخسائر التي لحقت بالعدو رغم أن وجود عدة فرق من جيشه هناك ورغم القصف عجز عن إنهاء معركة رفح المُحاصرة وفشل أمام صمود المقاومة.

ولفت إلى أن "العدوّ يزعم قضاءه على 20 كتيبة من حركة حماس وبقي 4 كتائب في رفح يعمل للقضاء عليها وهذا كذبٌ يُظهر هشاشة العدوّ الذي يلهث لتقديم نصر وهمي لمستوطنيه، موضحًا أن جيش العدوّ خرج وقال إن المقاومة الفلسطينية استعادت عافيتها في كامل القطاع ما أطاح برواية نتنياهو، مؤكدًا أن هناك خسائر هائلة لحقت بكيان العدوّ بشريًا واستراتيجيًا ولن يستطيع إخفاء الأمر في نهاية المطاف فهناك 8636 معوّقًا وفق إحصاءات رسمية فكم عدد القتلى والجرحى؟

من ناحية أخرى تطرّق نصر الله للقاءه مع القائد أبو طالب، لافتا الى انه "شرح لي بالتفصيل الممل حول المواقع الأمامية التي نملك تفاصيلًا كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها.

وأضاف نصر الله: "ضرب المواقع يوقع قتلى بجنود العدوّ وجرحى ما دفعهم للانتشار حول المواقع ما يعني جمع معلومات جديدة وكانت المقاومة قادرة على جمعها حتّى صرنا نعلم مكان الخيمة أين، مؤكدًا أن العدوّ اضطرّ لإخلاء قواعده وذهب لانشاء قواعد مستحدثة خلف الجبال ولم يحسبوا حسابًا للمسيرات وبفضل الله "هُدهدنا" يأتينا بالمعلومات ونستهدفها بـ"الطيور الصافات"

وأوضح نصر الله أنه لا يوجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كالتي على حدود مع لبنان وغزّة ولذلك خلال 4 أشهر عملت المقاومة في لبنان على إعماء العدوّ وإغلاق أذانه وبات بمقدورنا ضرب قاعدة "ميرون" ساعة نشاء، وشدد على أن كلّ ما تصل إليه أيدينا لن نوفره ولن نوفره ولدينا كم كبير جدًا جدًا من المعلومات وما نُشر أمس الثلاثاء 19 حزيران هو وقت مُنتخب من دقائق من حيفا بينما المُسيّرة حلَّقت لساعات.

وبيّن نصر الله أن البعض في كيان العدوّ قال إن حزب الله لديه "جواسيس" في حيفا ليحصل على المشاهد ولكن ماذا سيقولون عندما تنشر المقاومة لاحقًا حلقات من المدينة الثانية والثالثة والرابعة، مؤكدًا أن لدى المقاومة في لبنان ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا، مشددًا على أن مقاومتنا تقاتل وفق رؤية ومعلومات.

وتابع نصر الله قائلًا :"قاتلنا بجزء من سلاحنا حتّى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير وفير من المُسيّرات لأننا نصنعها، مؤكدًا أن لدينا القدرة البشرية الكافية والمتحفّزة ونحن نعاني مع الإخوان الذين يريديون الالتحاق بالجبهات ونحن نمنعهم وفقَا لما تحتاجه الجبهة".

وكشف ان قادة حركات مقاومة في المنطقة اتصلوا بنا قالوا نريد أن نرسل مقاتلين قلنا لهم أن ما لدينا يكفي لا بل يزيد بالنسبة للمعركة، مؤكدًا أن عدد المقاتلين في المقاومة تجاوز الـ100 ألف مقاتل بكثير، مشددًا ان في لبنان لدينا فوق حاجة الجبهة حتّى في أسوأ ظروف الحرب.

وشدد على ان "البيئة الحاضنة هي من أهم عناصر القوّة في تجربة المقاومة وهي بيئة صامدة وصابرة قدّمت بيوتها وأموالها وأرزاقها خلال المعركة، لافتًا إلى أن هذه البيئة ما زالت صامدة وهي مدعاة للافتخار والاعتزاز".

وحول التهديد بالحرب الشاملة على لبنان، اعتبر نصرالله ان "التهديد بالحرب على مدى 8 أشهر لا يخيفنا وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي نحن كمقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا

وأضاف: "العدوّ يعلم أنه لن يبقى مكانًا في الكيان سالمًا من صواريخنا ومُسيّراتنا وليس عشوائيًا ولدينا بنك أهداف حقيقي وكبير ولدينا القدرة على الوصول لهذه الأهداف بما يزعزع أُسس الكيان، لافتًا إلى أن العدوّ يعرف أيضًا أن ما ينتظره في البحر المتوسط كبير جدًا وكلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف".

وبيّن نصر الله أن العدوّ يعلم أنه ليس قادرًا على الدفاع عن كيانه والدليل عملية الوعد الصادق من قبل إيران ورغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمسيرات إلى الكيان فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات.

وأوضح أن العدوّ يعلم أنّه عليه أن ينتظرنا برًا وبحرًا وجوًا وإذا فُرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف، مؤكدًا أنه يعلم وسيده الأميركي أن شن الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم.

من جهة اخرى اضاف نصرالله :"ألفت نظر الحكومة القبرصية بأن لدينا معلومات بأن جيش العدوّ يُجري مناورات استعدادًا لحرب لبنان هناك ومطارات قبرص مفتوحة للطائرات ""الإسرائيلية"" وبكلمة واحدة أقول إن على الحكومة القبرصية أن تحذر، مؤكدًا أن فتح المطارات للعدو لضرب لبنان يعني أن قبرص جزء من الحرب وسنتعاطى معها على أنها جزء من الحرب.

وختم نصرالله :"لمن يهول علينا بالحرب لدي قناعة أن أميركا خائفة على كيان العدوّ وعلى العدوّ أن يخاف أيضًا أما نحن فسنواصل تضامننا وإسنادنا لغزّة وسنكون جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات ولن يوقفنا شيء عن أداء واجبنا والحل بسيط هو بوقف الحرب في غزّة وعلى أهلنا في غزّة".