أوضح نائب رئيس مجلس النّواب ​الياس بو صعب​، أنّ "زيارة الموفد الأميركي ​آموس هوكشتاين​ الأخيرة واللقاءين مع قائد الجيش اللبناني ومدير المخابرات لم تستفزّني، فالجيش لديه دور أساسي بأي طرح ل​جنوب لبنان​، والملف التّفاوضي والورقة الّتي تتحضّر لليوم التّالي بعد الحرب في ​غزة​ هي بيد رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، لذا من الطّبيعي أن يلتقي بهم"، مشيرًا إلى أنّ "الملفت كان زيارة هوكشتاين لمدير المخابرات العميد طوني قهوجي، لأنّ المخابرات تلعب دورًا كبيرًا".

ولفت، في حديث لقناة الـ"MTV"، إلى أنّ "زيارة هوكشتاين الأخيرة هي استكمال لما قام به سابقًا، وللورقة الّتي تُحضَّر لإمكانيّة الوصول إليها في اليوم التّالي للحرب في غزة، واليوم المستجد هو طرح الرّئيس الأميركي جو بايدن، لكن حتّى الآن لا بوادر حلحلة سهلة"، مشدّدًا على أنّ "مهمّة هوكشتاين هي محاولة منع الحرب في لبنان وإعادة الاستقرار للحدود اللّبنانيّة الجنوبيّة". وأكّد أنّ "هوكشتاين لم يستعمل يومًا لغة التّهديد معنا، وأنّ الحرب لا تعيد المستوطنين إلى الشّمال".

ورأى بو صعب أنّ "الحلّ الوحيد لعودة المستوطنين ولتأمين الاستقرار وإعادة الجنوبيّين إلى قراهم ومنازلهم، هو حل دبلوماسي، والولايات المتحدة الأميركية مؤمنة بهذا الحل، ولا أعتقد أنّ "حزب الله" أعطى أجوبة على تفاصيل دقيقة، لأّنه يعتبر نفسه بمنتصف المعركة".

وعن إجراءات السّفارة ال​قبرص​يّة اليوم، ذكر أنّ "الحديث عن وقف التّأشيرات إلى قبرص غير صحيح، وصباحًا حصل تواصل بيني وبين مسؤولين قبرصيّين، وكان هناك موفد أمني قبرصي في لبنان اليوم. كما أنّ السّفيرة القبرصيّة تمنّت علي توضيح الأمر، وأنا تواصلت مع وزير الخارجيّة، الّذي تواصل بدوره مع نظيره القبرصي"، مشيرًا إلى أنّ "قبرص أوضحت أنّها لا تقبل باستخدام أراضيها للاعتداء على أي دولة مجاورة".

وأفاد بأنّ "هناك قاعدتين بريطانيّتين في قبرص، والسّؤال هل ممكن استخدامهما من قبل الجانب الإسرائيلي لقصف لبنان في حال شُنّت حرب شاملة عليه؟ من هناك المطلوب التّواصل لبنانيًّا مع بريطانيا بشأن هذا الموضوع". واعتبر أنّ "رسالة الأمين العام لـ"حزب الله" السّيد حسن نصرالله أمس كانت تحذيريّة، وأعتقد أنّها أعطت نتيجة، ونجن لا نريد الحرب".

من جهة ثانية، أوضح بو صعب "أنّني عندما طرحت موضوع الانتخابات النيابية المبكرة، اعتقد البعض أنّ برّي "ماشي معي"، وهذا غير صحيح، فطرحي أتى كحلّ للخروج من الأزمة، وأنا أنبّه من التّمديد للمجلس النّيابي الحالي". وفسّر "أنّني لا أعتقد أنّ العلاقة المستجدّة بين النّائب ميشال المر ورئيس "التيّار الوطني الحر" النّائب ​جبران باسيل​ موجّهة ضدّي. أمّا حول العلاقة بين برّي وباسيل فأنا مع كلّ انفتاح وحوار، وإذا تحسّنت العلاقة بين "التيّار" وبرّي فسأكون من أكثر الأشخاص فرحًا، لأنّ من دون تواصل وتشاور لا يمكننا أن نحلّ أمورنا"، منوّهًا إلى أنّ "علاقتي مع برّي تعود إلى ما قبل تأسيس "التيّار"، ولم أكن يومًا مكلّفًا من قِبل أحد بالتّفاوض معه".

وركّز على أنّ "كلّ المبادرات الرّئاسيّة تصطدم بما واجهناه أيضًا منذ البداية بفكرة عدم قبول إجراء طاولة حوار، وأنا مقتنع بفكرة برّي بحوار برئاسته على مدى أيّام قليلة، وإذا لم نتّفق فرئيس المجلس أكّد أن كتلته ستلتزم بعدم تعطيل النّصاب خلال جلسات الانتخاب"، لافتًا إلى أنّه "إذا كان لدى رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية الحظّ ليصبح رئيسًا للجمهوريّة وهو بحاجة إلى صوتي، فأسنتخبه. فرنجيّة بنظري هو أكثر مرشّح جدّي، لكنّه لا يملك عدد الأصوات اللّازمة حتّى السّاعة للوصول للرئاسة، وسمعت من برّي أنّ حظوظ فرنجيّة اليوم أفضل ممّا كانت عليه بالماضي".

إلى ذلك، شدّد على أنّ "نهج "التيار الوطني الحر" كان الإصلاح والتّغيير والتّواصل والانفتاح، لكنّه يأخذ اليوم منحى آخر ونهجًا جديدًا عن الّذي نعرفه سابقًا، ولا أجد نفسي أستطيع الالتزام بهذا النّهج، إلّا هذا لا يعني أنّني أصبحت عدوًّا للتيّار"، مبيّنًا أنّ "فصلي من التيّار لم يأت بقرار سريع، وأنا طلبت أمورًا سقفها عال جدًّا، لأنّ الكرامات أساس بالنّسبة لي، وقد عرض عليّ الكثير من الحلول، ولو أردت العمل بعكس قناعاتي لكان الوضع سهلًا عليّ". وكشف "أنّني لم أكن أحضر اجتماعات المجلس السّياسي منذ سنتين، وقلت لباسيل إنّ هناك شيئًا انكسر، فارتاى أنّ مصلحة التيّار بإعلان قرار فصلي".