أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنّه "كلما تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وارتفعت معه المواقف الحربية المرشحة للتحول واقعا ميدانيا، تراجع الاهتمام الداخلي والخارجي بالأزمة السياسية في لبنان، وفي مقدمتها الاستعصاء في إتمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وأكّد مرجع لبناني للصحيفة، أنّ "الهم الأساسي والوحيد في حركة الموفدين، المترافقة مع مشاورات ولقاءات واتصالات بعيدة من الاضواء، أصبح كيفية تجنيب لبنان تجرع كأس الحرب المدمرة مرة جديدة، لأن النتائج ستكون كارثية بشريا وماديا؛ والاصطفاف الدولي لن تكون كفته راجحة في قضية إعادة الإعمار وتأمين مظلة الحماية لصالح لبنان".
ولفت إلى أنّ "مع الأخذ بكل التهديدات على محمل الجد، الا انه لا شيء راهنا على الصعيد الرئاسي، لأن السعي حاليا لتأمين تفاهم او تقاطع دولي وإقليمي يمنع نشوب الحرب، من خلال توسيع دائرة التفاهم الأميركي- الإيراني على عدم توسيع الحرب على الجبهة الجنوبية، الذي يصطدم بتعنت إسرائيلي غير مسبوق؛ بحيث يتصرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته على قاعدة ان إسرائيل في حرب وجود".
وأوضح المرجع أنّه "كلما طال أمد خلو سدة الرئاسة الاولى في لبنان، نتيجة المواقف الداخلية وعدم نضوج التسوية الخارجية، مع إطالة أمد الحرب على قطاع غزة ومعها جبهة لبنان، كلما صب الأمر في صالح الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" ومرشحهما رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، كونه يعطي المزيد من الوقت لإبرام تسوية رئاسية مع الخارج وفق صيغة السلة المتكاملة؛ التي تشمل الرئاستين الاولى والثالثة والمواقع الوظيفية الأساسية في الدولة".
ورأى أنّ "كل الكلام عن فصل بين الحرب على جبهتي غزة والجنوب، وانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، هو فصل كلامي ونظري لا ينطبق على الواقع، لأن الترابط عضوي بين الأمرين، ولا انطلاق لمسار البحث عن سبل إنهاء خلو سدة الرئاسة، الا بعد سريان وقف إطلاق النار على الجبهتين".
كما عبّر عن خشية حقيقية من "دخول ملف الرئاسة في غيبوبة، كون كل المعطيات التي تجمعت نتيجة الحراكات المتعددة داخليا وخارجيا، أفضت إلى نتيجة أساسية وهي أنه لا رئاسة في المدى المنظور، الا اذا استجد معطى خارجي حاسم، يفرض على قوى الانقسام الداخلي الذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات التي صارت معروفة؛ وأبرزها اختيار رئيس على مسافة واحدة من الجميع وقادر على التكلم مع الجميع في الداخل والخارج".
إسرائيل تخطط لاحتلال أجزاء من جنوب لبنان واغتيال نصرالله
من جهته، ذكر مصدر دبلوماسي غربي في القدس لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "الخطط التي أقرّها الجيش الإسرائيلي بخصوص لبنان، تتضمن خططاً عملية لاجتياح واسع للجنوب اللبناني واحتلال أجزاء واسعة منه، للعمل على إنهاء قدرات "حزب الله" القتالية"، مبيّنًا أنّ "الجيش الإسرائيلي أنهى أخيراً مناورات واسعة في مناطق مختلفة من إسرائيل، خصوصاً منطقة قريبة من الخضيرة، تشمل تدريبات على احتلال قرى ومدن بعد تدميرها منهجياً جواً وبراً، باستخدام أسلحة ذات قوة تدميرية لم نرها من قبل".
وأشار إلى أن "تل أبيب دعت بعض القادة العسكريين الغربيين للقاءات مكثفة أخيراً، وطرحت أمامهم سيناريوهات عدة للتعامل مع تحدي الحزب، بعد أن قدمت لهم معلومات حول قدراته المتطورة التي حصل عليها من إيران، والتي ليست بحوزة أغلب الجيوش النظامية في المنطقة، مشددة على أن هناك ضرورة وحاجة "لكسر شوكة هذه الذراع الإيرانية بأي طريقة".
وأفاد المصدر بـ"حصول إسرائيل على أسلحة تدميرية من الولايات المتحدة، كما قامت هي نفسها بتطوير أسلحة فتاكة، ولديها قنابل تكتيكية تستطيع محو مربعات كاملة من نصف كيلومتر إلى ثلاثة كيلومترات مربعة".
بدوره، كشف مصدر في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني لـ"الجريدة"، أن "أجهزة أمن مرتبطة به أجرت تحقيقات لكشف شبكات التجسس التي تُسرِّب معلومات عن أماكن وجود قادة "حزب الله" الذين تغتالهم إسرائيل يومياً بشكل دقيق"، لافتًا إلى أنه "بعد أن كانت أصابع الاتهام الأولية موجهة لأنصار مجموعات سياسية لبنانية معارضة لـ"حزب الله"، أظهرت التحقيقات أن أجهزة الهواتف النقالة الذكية وبعض التطبيقات والبرامج، خصوصاً "واتس آب"، هي الجواسيس الأساسية في لبنان وغزة وسوريا والعراق".
وأوضح أن "التحقيقات الإيرانية خلصت إلى أن جميع الذين اغتالتهم إسرائيل كانوا يستخدمون "واتس آب" للاتصال بأقاربهم، وتم تعيين مكان وجودهم الدقيق من هذا البرنامج، وتسليمه للأجهزة الأمنية الإسرائيلية كي تستطيع استهدافهم"، مبيّنًا أنّ "التحقيقات أظهرت أن بعض الذين التقوا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أخيراً، كانوا يحملون معهم هواتف ذكية وفيها تطبيقات بينها "واتس آب"، وهو ما مكّن الإسرائيليين من تحديد مخابئ عدّة كانت تُعتبر آمنة لنصرالله، وبالتالي طُلِب من الأخير التوقف عن استخدام تلك الأماكن وتأمين أخرى جديدة".
وأكد المصدر أن "معلومات أمنية توفرت لإيران، تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أصدر أوامر للكشف عن مكان نصرالله واغتياله في حال وُجدت فرصة لذلك"، مضيفاً أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لم تستطع أن تجده، أو أنه نجا من محاولات رصده بفواصل تصل إلى دقائق فقط".
وركّز على أن "عدداً من كبار الضباط الأمنيين من "فيلق القدس" التقوا نصرالله الأسبوع الماضي، وعرضوا عليه انتقاله مع عائلته إلى إيران، لكنه رفض هذا الاقتراح، وأصر على ضرورة بقائه في لبنان ليستطيع ضبط الوضع".
في سياق متصل، كشفت مصادر متابعة في بيروت لـ"الجريدة"، أن "التهديدات التي وجهها نصرالله في خطابه أمس الأول، إلى قبرص العضوة في الاتحاد الأوروبي، تصيب بشظاياها أوروبا وأميركا، اللتين تعتمدان على قواعد عسكرية وقواعد تجسس في قبرص تشارك في إعطاء معلومات للإسرائيليين، خصوصاً ما يتعلق بالتنصت أو الاتصالات".