اشارت صحيفة "CyprusMail" القبرصية، الى ان "على الرغم من أن الحكومة القبرصية أصدرت رداً مدروساً وهادئاً، إلا أنها اهتزت بسبب تهديد امين عام حزب الله حسن نصر الله بجعل قبرص "جزءاً من الحرب" إذا تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان"، معتبرة انه "من الصعب القول ما إذا كانت هذه مقامرة استراتيجية من جانب نصر الله، أم أنها احتمال حقيقي".

ولفتت الصحيفة الى ان "لم يشر نصرالله على وجه التحديد إلى القواعد السيادية البريطانية، والتي كثيرا ما تستخدم في العمليات في الشرق الأوسط، وآخرها ضد الحوثيين في اليمن. ويبدو أنه كان يشير إلى التعاون الأمني ​​والعسكري بين الحكومة القبرصية وإسرائيل، والذي تم تعزيزه بشكل أكبر منذ فتح ممر المساعدات الإنسانية إلى غزة من لارنكا".

وأضافت، أنها "لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها قبرص مؤخراً على رادار نصر الله. وفي الشهر الماضي، دعا لبنان إلى فتح البحر حتى يتمكن المهاجرون السوريون من شق طريقهم إلى قبرص إذا كانوا يرغبون في الذهاب إلى الاتحاد الأوروبي. قد لا يعتقد نصر الله بالضرورة أن قبرص ستسمح لإسرائيل بمهاجمة لبنان عبر موانئ الجزيرة ومطاراتها. الفكرة لا يمكن تصورها. وربما قيل ذلك كوسيلة للضغط على أوروبا. قبرص هي أقرب دولة عضو إلى لبنان جغرافيا".

ورأت أن "نصر الله لا يستطيع أن يعلم أن قبرص استضافت آلاف اللاجئين اللبنانيين خلال السبعينيات والثمانينيات، وقد استقر الكثير منهم هنا. كما أنها آوت مؤقتاً آلافاً آخرين خلال آخر اشتباك كبير بين إسرائيل وحزب الله داخل لبنان في عام 2006. وظلت نيقوسيا وبيروت قريبتين دبلوماسيا على الرغم من إقامة الجزيرة علاقات أقوى مع إسرائيل على مدى العقد الماضي وعلى الرغم من بعض الصعوبات الأخيرة بشأن أزمة المهاجرين"

واعتبرت الصحيفة أن "في حين لا ينبغي لنا أن نتجاهل تهديد نصر الله باستخفاف، فلا يسعنا إلا أن نأمل أن تكون الغَلَبة للعقول الأكثر هدوءاً. وفي كلتا الحالتين، فإن مجرد وجود هذا التهديد - حتى لو كان تحركًا استراتيجيًا - قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد على اقتصاد الجزيرة، وخاصة السياحة، التي تكون دائمًا عرضة للصراعات في المنطقة. ربما يكون هذا الضرر قد حدث بالفعل".