أشار موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، الى أنه "منذ بداية حرب السيوف الحديدية، بل وأكثر من ذلك مع التصعيد في الشمال والخوف من انضمام إيران بشكل فعال إلى القتال، تزايدت المخاوف من (سيناريو ألتا)"، موضحاً أن "السيناريو هذا يعني انقطاع التيار الكهربائي لفترات تتراوح من عدة ساعات إلى 48 ساعة، وكل هذا بسبب الأضرار التي لحقت بالمواقع الاستراتيجية في نظام إنتاج وإمداد الكهرباء".

وذكر الموقع، أنه "تم استدعاء الوزارات الحكومية والسلطات المحلية وخدمات الصحة والإنقاذ وشركات الاقتصاد، للتحضير وتقديم الحلول، والجمهور الذي لم ينتظر التحذير أو أن الوقت قد فات، استعد لشراء مختلف المنتجات من أنظمة الإضاءة في حالات الطوارئ وأجهزة الاستقبال اللاسلكية إلى المولدات المنزلية".

ولفت الى أنه "بعد يوم من تهديد نصر الله بأن الصواريخ التي بين يديه يمكن أن تصل إلى أي مكان في إسرائيل، قال شاؤول غولدشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة "نيجا" - الشركة المسؤولة عن إدارة نظام الكهرباء في إسرائيل، "نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية، ونحن نعيش في عالم خيالي في نظري".

وأضاف غولدشتاين أنه "ليست هناك حاجة حتى لطائرة بدون طيار لتعطيل الشبكة الإسرائيلية، وأنه بعد 72 ساعة بدون كهرباء - سيكون من المستحيل العيش في إسرائيل".

وبحسب الموقع، سارع الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء مئير شبيغلر إلى مهاجمة كلام غولدشتاين وأوضح أن "الشبكة الوطنية قوية بما فيه الكفاية، وأوضحت وزارة الطاقة أن هذا سيناريو متطرف وحتى خيالي، كما ذكرت شركة نيغا أن الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء لم تتطابق كلماته مع التقييمات المهنية للشركة، وبعد ساعات اعتذر غولدشتاين عن كلماته "غير المسؤولة".

ورأى الموقع، أنه "سواء بالغ غولدشتاين وأثار حالة من الذعر المفرط، أو ما إذا كانت استعداداتنا أفضل بعد أكثر من ثمانية أشهر من القتال، فإن هذه السيناريوهات الأمنية مهددة ومثيرة للقلق. ولكن بينما يتعامل الجميع مع حالة الطوارئ، لسبب ما يغيب عنهم سيناريوهات الطوارئ المعتادة، وخاصة التهديد الذي تشكله أزمة المناخ، مع موجات الحر التي تسببها، على أمن الطاقة في إسرائيل".

واعتبر أن "موجات الحر في إسرائيل أصبحت أكثر تواترا وأطول وأكثر شدة. لقد توج شهر حزيران، الذي لم ينته بعد، باعتباره الشهر الأكثر حرارة الذي عرفناه منذ بداية القياسات، وكل هذا قبيل بدء فصل الصيف رسميا اليوم (الجمعة)، في 21 حزيران. ولكن حتى عندما يكون هناك لا توجد موجة حارة أو موجة حارة، أي درجات حرارة لا تقل عن 5 درجات فوق المتوسط ​​لهذا الموسم وبمرور الوقت، كل يوم تقريبًا يكون الحمل الحراري أعلى من المعتاد، بحيث أصبح الوضع غير الطبيعي هو المعيار الجديد بشكل أساسي".

وذكر أن "غالباً ما يؤدي الحمل الحراري إلى زيادة استهلاك الكهرباء، ليلاً ونهاراً، مما يهدد الشبكة بأكملها بشكل أكبر، في حين أن أي خلل في هذه المحطة أو تلك يمكن أن يؤثر على الاقتصاد بأكمله. كما أن زيادة الاستهلاك والأحمال على المحطات بسبب الحرارة الشديدة تزيد من فرص حدوث أعطال في الأنظمة، ويضاف إلى كل ذلك الخوف من الحرائق التي قد تلحق الضرر بالبنية التحتية في قطاع الكهرباء. السيناريو الذي سوف يتضرر فيه تبريد محطة توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، وخاصة المحطات التي تعمل بالغاز والتي لا يتم تبريدها بمياه البحر، نتيجة للحرارة الشديدة، وسوف يتسبب في انخفاض كفاءة الإنتاج وحتى توقف إنتاج الكهرباء علينا".

وأضاف "الحل للتعامل مع سيناريوهات انقطاع التيار الكهربائي المختلفة، في الروتين بسبب التغيرات الجوية، وفي حالات الطوارئ بسبب تلف أو تلف البنية التحتية الكهربائية، هو التحول إلى الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة في الإنتاج والاستهلاك. على عكس محطات الطاقة المركزية الكبيرة التي تعمل بالوقود المعدني والملوث، والتي يهدد الضرر الذي يلحق بالشبكة بأكملها، فإن لامركزية إنتاج الكهرباء عن طريق أنظمة الطاقة الشمسية مع التخزين يمكن أن تقلل بشكل كبير من ضعف النظام، سواء في جانب إنتاج الكهرباء أو في جانب من انتقال".

وشدد على أن "أزمة المناخ تمثل لنا تهديدات ومخاطر إضافية في حياتنا اليومية وتضاعف التهديدات في حالات الطوارئ. الحلول لا تكمن فقط في تعزيز حماية البنى التحتية الكهربائية وإلحاق أضرار مضاعفة ومتعددة باقتصاد الكهرباء في الجانب الآخر، بل في إنتاج كهرباء أكثر ذكاءً وبيئية مع الاستخدام الحكيم للكهرباء. لقد حان الوقت لشركة الكهرباء وشركة نيجا ووزارة الطاقة لإجراء مسح كامل لمخاطر قطاع الكهرباء المحلي فيما يتعلق بالتغير المناخي وتقديم الحلول وفقًا لذلك، سواء الروتينية أو الطارئة. ولكن في الغالب حان الوقت للتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة والآن".