أكّد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة القطريّة محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ "قطر تؤمن بأنّ التّوصّل إلى وقف فوري وعاجل ومستدام لإطلاق النّار في قطاع غزة، هو السّبيل الوحيد لخفض التّصعيد في الجبهات كافّة، وأنّ الدّبلوماسيّة هي الطّريق الوحيد لإنهاء جميع النّزاعات والحروب".
وأعلن، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشّؤون الخارجيّة والاتحاد الأوروبي والتّعاون في إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، على هامش الجلسة الافتتاحيّة للحوار الاستراتيجي القطري الإسباني الأوّل في مدريد، أنّ "دولة قطر مستمرّة في جهودها بالتّعاون مع الشّركاء الإقليميّين والدّوليّين، لإنهاء الحرب في قطاع غزة ومنع توسّع دائرة العنف، كما أجلت قطر حتّى الآن أكثر من ألفي شخص من الجرحى والمرضى ومرافقيهم، وأرسلت 115 طائرة محمّلة بالمواد الغذائيّة والطّبيّة والإغاثيّة ومستلزمات الإيواء".
وأشار بن جاسم إلى أنّ "دولة قطر تعمل على التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النّار وتبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تقوم حاليًّا بدراسة ردود جميع الجهات، والتّنسيق مع الشّركاء المعنيّين حيال الخطوات المقبلة"، لافتًا إلى أنّه "مع أنّ جهودنا المستمرّة لم تفضِ حتّى اليوم إلى النّتائج المرجوّة، فإنّنا نعوّل على استعداد شركائنا الإقليميّين والدّوليّين لممارسة أشكال الضّغط اللّازم كافّة لفرض إطلاق النّار، والشّروع فورًا في عمليّة سياسيّة شاملة تؤدّي إلى حلّ شامل وعادل ومستدام للقضيّة الفلسطينيّة".
ونوّه بـ"الجهود الدّبلوماسيّة والسّياسيّة الّتي تبذلها إسبانيا لإنهاء الحرب في غزة"، مشيدًا بـ"موقفها الأخلاقي الواضح في الانضمام للدّعوى القضائيّة المقدَّمة من جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، حيث تُعتبر إسبانيا أوّل دولة أوروبيّة تظهر مثل هذه الخطوة، بجانب جهودها الدّبلوماسيّة للاعتراف بدولة فلسطينيّة على حدود العام 1967، الّتي تُعدّ خطوةً مهمّةً وتاريخيّةً لدعم حلّ الدولتين، وتحقيق السّلام العادل والشّامل والاستقرار في المنطقة؛ فضلًا عن دعم إسبانيا المستمر للجهود الإنسانيّة والإغاثيّة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينيّة".
كما شدّد على "سعي دولة قطر منذ بداية الحرب لوقف إطلاق النّار وإطلاق سراح الرّهائن والأسرى"، مشيرًا إلى "الرّؤية الّتي طرحها الرّئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النّار، بالتّنسيق مع الوسطاء والجانب الإسرائيلي وحركة حماس". وأوضح أنّه "كان هناك تقدّم إلى حدّ ما في الموقف، ولمسنا من ردود "حماس" بأنّه لا تزال هناك بعض الفجوات ما بين ما تمّ تقديمه وما تمّ الردّ عليه، وهذا أمر طبيعي جدًّا في المفاوضات".