ذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، أنّ "أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين استبق وصوله غدًا الأحد إلى لبنان، في زيارة خاصة بدعوة من منظمة "فرسان مالطا" ذات السيادة، بالإعراب عن قلقه حيال إمكانية اتساع رقعة النزاع الدائر في الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم موسع ضد لبنان، موضحا أن زيارته إلى لبنان كانت مرتقبة وليست مرتبطة بالوضع السياسي الراهن؛ لكنها ستحمل بعدا دبلوماسيا أيضا".

وأوضح مصدر دبلوماسي في روما لـ"الأنباء"، أنّ "زيارة بارولين لها طابع الزيارة الخاصة، لأن شخصية بأهمية الرجل الثاني في الفاتيكان لا تقوم بزيارة رسمية إلى أي دولة وتحديدا لبنان في ظل خلو سدة الرئاسة، أي عدم وجود رئيس للجمهورية. كما ان بارولين لا يقوم بزيارة رسمية إلى دولة معينة الا اذا كان حاملا ليس مبادرة، بل القيام بمهمة محددة".

ولفت إلى أنّ "الكاردينال بارولين يدرك أدق التفاصيل المتصلة بالوضع اللبناني، وأي تفصيل يغيب عن البابا فرنسيس يحيط به بارولين، كونه على دراية بكل الامور، وتحديدا على المستويين الكنسي والسياسي؛ ولا يلتقي مع أي من المسؤولين اللبنانيين بهدف الكلام حول رئاسة الجمهورية او دعم شخصية معينة للرئاسة".

وبيّن المصدر أنّ "المرة الوحيدة التي التقى فيها بارولين شخصية لبنانية، كانت غير مدنية مطروحة للرئاسة وبعيدا من الاعلام. وامتد اللقاء يومذاك فترة زمنية طويلة، رغم انشغالات أمين سر دولة الفاتيكان، واستمع منه إلى كل التفاصيل، ومن ثم لم يلتق أي شخصية أخرى"، مؤكّدًا أنّ "كل الكلام الذي يصدر في لبنان عن زيارة بارولين، لاسيما الحديث عن التنسيق مع مواقع روحية وزمنية، هو من نسج الخيال ولا أساس له من الصحة، لا بل هناك اختلاف جوهري بين نظرة الكرسي الباباوي إلى لبنان، وبين ما تقوم به مواقع روحية وزمنية، والذي يتعارض مع ما هو مطلوب منها".

وركّز على أنّ "هذا الاختلاف، حتى لا نقول الخلاف، ظهر جليا وبصمت من خلال تصرفات ومبادرات السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، المدرك تماما لأدق التفاصيل اللبنانية، اذ سبق وشغل موقعين مهمين وهما: السكرتير الأول في السفارة البابوية، أي أمين سر السفير الباباوي السابق المحنك غبريال كاتشيا، وامين سر كاتب البابا بنديكتوس السادس عشر وكذلك البابا فرنسيس؛ إلى حين تعيينه سفيرا في لبنان".

كما أفاد بأنّ "أبرز ما قام به بورجيا مؤخرا، انه مع اندلاع المواجهات على جبهة الجنوب، كان حضوره لافتا ولأكثر من مرة في بلدات وقرى المواجهة، لاسيما في رميش قضاء بنت جبيل. وأمضى أسبوع الآلام مع أبناء المنطقة، واطلع مباشرة على الوضع فيها".

وكشف المصدر أن "بعيدا من الضجيج وبصمت، يتم الإعداد لزيارة يقوم بها الكاردينال بارولين إلى الجنوب وتحديدا المنطقة الحدودية، بحيث سيزور بلدة رميش او بلدة قريبة منها ويلتقي أبناء البلدات المحيطة. وسيرافقه السفير البابوي، والأمر رهن الاتصالات الدولية التي تجري مع الدول المعنية لتأمين المتطلبات الأمنية اللازمة، وإمكانية تهدئة الجبهة طيلة الزيارة، بما يسمح له بالانتقال إلى الجنوب".

وأضاف: "هنا تكمن أهمية الزيارة، كونه سيعاين عن كثب مدى تجذر اللبنانيين مسيحيين ومسلمين بأرضهم، على رغم الاوضاع الحربية التي يشهدها الجنوب. وما شجعه على زيارة الجنوب، هي المشاهدات واللقاءات التي سبق وعقدها السفير البابوي، وضمنها في تقاريره الدبلوماسية إلى حاضرة الڤاتيكان".

وأشار إلى أنّ "في هذا الاطار، تندرج زيارة وفد كبير من أبناء رميش والبلدات المحيطة نهاية الاسبوع الماضي إلى السفارة البابوية ولقائهم السفير بورجيا، من دون قيامهم بأي زيارة إلى اي مسؤول لبناني آخر. وكان لقاء في غاية الاهمية، لاستكمال عرض الاوضاع في المنطقة الحدودية والاستعداد لزيارة بارولين اليها".

إلى ذلك، ذكر أنّه "ستكون للكاردينال بارولين لقاءات بروتوكولية سياسية وكنسية، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبطاركة الكنائس الشرقية، على ان يكون اللقاء المهم في مضمونه مع بري، انطلاقا من موقف ثابت ودائم لكل من بارولين ووزير خارجيته المطران بول ريتشارد غلاغير، وهو وجوب التواصل بهدوء وروية وعلى مستوى من المعرفة مع الشريك المسلم في لبنان، لاسيما مع "حزب الله" خصوصا والثنائي بشكل عام؛ وأن يكون مستوى التواصل على أرفع مستوى".

نجاح كبير لزيارة قائد الجيش إلى أميركا

على صعيد آخر، علمت "الأنباء" أنّ "زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى منذ 2021، حققت نجاحا كبيرا، بحصول لبنان على المساعدات العسكرية التي طلبها قائد الجيش".

وأوضحت معلومات الصحيفة، أن "الأميركيين يفضلون سماع المطالب من أصحاب العلاقة المعنيين، من هنا جاءت زيارة العماد عون في وقتها، حيث التقى عددا من أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين في قرار الموافقة على منح مساعدات تطلبها القيادة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي".

ولم ينف مطلعون، عبر "الأنباء"، "وجود حملات ضغط "لوبي" أميركية وأخرى لبنانية (يقودها وزير سابق)، للحيلولة دون حصول الجيش اللبناني على مساعدات، إلا انه أمكن تجاوزها".