ما غدا عليه الاستحقاق الرئاسي أن لا جدوى من مبادرة تنجده: أخفقت حتى الآن على الأقل دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى الحوار، تعثّرت اجتماعات الخماسية الدولية بوزراء خارجية دولها في الخارج أو تنقّل سفرائها بين مقارّهم في لبنان، فشلت جلسة 14 حزيران 2023 بعدما رامت منها المعارضة كسر حاجز التوازن بين مرشحيْن كليْهما حيل دون حصوله على الأكثرية المطلقة، تهاوت مبادرة كتلة الاعتدال الوطني ومن بعدها تبخّرت تلك التي قادها الحزب التقدمي الاشتراكي كي يؤول المطاف بمبادرة التيار الوطني الحر إلى الاحتضار.

لا تطور رئاسي بارز

وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ « اللواء» أن ال​سياسة​ المحلية لا تزال تحت تأثير محادثات المسؤول الأميركي آموس هوكشتين في بيروت، وما ذكره في خلالها من هواجس توتر جبهة الجنوب وانعكاس تمدد الحرب على الإقليم، ولفتت إلى أن هذه المخاوف تتزايد بشكل يومي ويعبر عنها كبار المسؤولين الدوليين ، على أن ما من طرح محدد قادر على ضبط الوضع، مشيرة إلى أن موضوع الأزمة مع قبرص قيد المعالجة وهناك حديث عن توجُّه وفد رسمي إليها في وقت قريب لبحث عدد من الملفات.

رئاسياً، لم يسجل وفق المصادر أي تطور بارز على أن الحزب التقدمي الإشتراكي أخذ على عاتقه حراكه دون أن يركن إلى أية سلبية في النتائج التي استخلصها في بداية حراكه .

الملف الرئاسي مؤجل

ولفتت "الديار" الى ان زيارة هوكشتاين اكدت ان بت الملف الرئاسي لم يحن وقته بعد، وانه مؤجل الى الخريف المقبل، في ظل الازمة الداخلية الفرنسية، بعد انتخابات الاتحاد الاوروبي وتقدم اليمين، من جهة، ودخول العالم مرحلة «شلل» في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، لما لها من تاثير وتداعيات على الصعيد الدولي، ما يعني عمليا «تجميد» عمل الخماسية الباريسية.

وفيما تستمر المشاورات التي تقودها ميرنا الشالوحي، رأت اوساط في التيار الوطني الحر، ان الهدف اليوم يتمثل باقناع القوات اللبنانية المشاركة في الحوار. ففي ظل الازمة التي تمر بها البلاد، كل شيء يصبح ثانويا امام الزامية ايجاد الحلول، كاشفة ان اللقاء مع القوات اللبنانية حصل في بيت الكتائب المركزي، حيث تم الاتفاق مع المعارضة على ان يكون هناك تقاطع على عدد من الاسماء للرئاسة وعدم حصر الامر باسم واحد.

الفاتيكان على خط الجهود

وينضم الفاتيكان، بدءاً من يوم غد إلى الجهود التي تبذل لتشكيل حماية دولية ضاغطة لمنع اسرائيل من أية مغامرة ضد لبنان.

فبعد ظهر غد الاحد، يصل إلى بيروت أمين دولة الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين، بدعوة من فرسان مالطا، لكن على جدول أعمال لقاءات سياسية، وأبرزها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

كما ستزور شخصيات مسيحية، ترفع مذكرات إلى البابا، بعد لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية، من الكاثوليك وغير الكاثوليك.

وحسب المعلومات التي رشحت من المصادر المطلعة لـ "اللواء" بأن التعايش وضوابطه من أبرز النقاط التي سيركز عليها الزائر الفاتيكاني، فضلاً عن إنهاء الشغور الرئاسي، والسعي إلى ضمان الاستقرار في الجنوب، والحفاظ على الاستقرار الامني والمعيشي للبنانيين.

تغليب الدبلوماسية

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو الحركة الديبلوماسية الغربيّة الموازية للمسعى الاميركي، تلاقي رغبة واشنطن بخفض التصعيد ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وفق ما تؤكده لـ«الجمهورية» مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة. التي كشفت ما يفيد بأنّ القنوات الديبلوماسية الفرنسية والبريطانية على وجه الخصوص، شهدت كثافة اتصالات ملحوظة مع بيروت وتل ابيب، ورسائل مباشرة بتلافي خيار الحرب، وتقاطعت عند تغليب الحل الديبلوماسي في جنوب لبنان، كنتيجة مباشرة لوقف الحرب في غزة، على النّحو المحدّد في مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي تقدير المصادر الدبلوماسية عينها ان لا سقف زمنياً محدداً لبلوغ هذه الغاية، ولكن التعجيل بذلك، متوقّف على نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع حركة حماس لِحَملها على الموافقة على المبادرة الاميركية». ولكن عندما تسأل المصادر عن موقف اسرائيل الحقيقي من هذه المبادرة، لا تؤكد او تنفي موافقة اسرائيل على مبادرة الرئيس الاميركي، بل تكتفي بالقول ان واشنطن على تواصل مكثّف مع الاسرائيليين.