لفتت قطر وإسبانيا، في بيان مشترك صدر بمناسبة الحوار الاستراتيجي الأوّل بين قطر وإسبانيا الّذي عُقد أمس في العاصمة الإسبانيّة مدريد، إلى أنّ "رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطريّة محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني ووزير الشّؤون الخارجيّة والاتحاد الأوروبي والتّعاون في إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس بوينو، أطلقا الحوار الاستراتيجي القطري الإسباني الأوّل في العاصمة الإسبانيّة مدريد، تتويجًا للشّراكة الثنائية العميقة والمتنامية بين البلدين".
وأوضح البيان أنّ "الحوار الاستراتيجي بين قطر وإسبانيا، يُعدّ خير شاهد على الشّراكة الاستراتيجيّة الّتي تمّ الاتفاق عليها خلال زيارة الدّولة التّاريخيّة الّتي قام بها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى إسبانيا في أيّار 2022، حيث أعربت قطر وإسبانيا خلالها عن عزمهما على تعزيز شراكتهما على مستوى استراتيجي".
وأشار إلى أنّ "الجانبَين أشادا بالتقدّم المحرز في مجالات التّعاون، من خلال التّنسيق والتّفاعل الرّسمي رفيع المستوى، بما في ذلك في مجالات التّعاون السّياسي والدّبلوماسي، والتّعاون الدّفاعي والعسكري، ومجالات الأمن والعدالة ومكافحة الإرهاب والتّجارة والاستثمار والتّعليم والثّقافة والابتكار".
وذكر أنّ "الوزير الإسباني أشاد بجهود دولة قطر للتوصّل إلى وقف فوري لإطلاق النّار من خلال الوساطة، وذلك استجابةً لحالة الطّوارئ الإنسانيّة المستمرّة في غزة، وجهودها لاستئناف تبادل المعتقلين والأسرى. فيما أشاد وزير خارجيّة قطر بقرار الحكومة الإسبانيّة الأخير الاعتراف رسميًّا بدولة فلسطين، وجهودها المستمرّة لتشجيع الدّول الأخرى على التقدّم في هذا الاتجاه، والمضي قدمًا في تنفيذ حلّ الدّولتين".
كما أفاد البيان بأنّ "قطر وإسبانيا أكّدتا التزامهما بتعميق شراكتهما الاستراتيجيّة، متّفقتين على أنّ هذه الشّراكة أصبحت أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى، لمواجهة مجموعة من التحدّيات العالميّة ولدعم نظام متعدّد الأطراف، لا سيّما في تعزيز الجهود لتوحيد الأصوات العربيّة- الأوروبيّة تجاه خفض التّصعيد في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف: "قام الجانبان باستعراض التّعاون الثّنائي في عدد من القضايا الإقليميّة والدّوليّة، بما في ذلك الحرب المستمرّة على غزة والتصعيد الإقليمي في لبنان والعراق وأوكرانيا، بالإضافة إلى تبادل وجهات النّظر حيال المغرب العربي وأميركا اللاتينيّة والأمن الإقليمي"، مركّزًا على أنّ "قطر وإسبانيا جدّدتا التزامهما بتحقيق سلام عادل ومنصف، بما يضمن قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة وتحقيق الأمن المتبادل مع إسرائيل. واتّفقا أنّ السّلام لا يمكن تحقيقه الآن، إلّا من خلال المفاوضات بين الجانبين بدعم دولي ومن خلال تنفيذ حلّ الدّولتين".
ولفت إلى أنّ "الوزيرين أكّدا دعوتهما إلى وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النّار في قطاع غزة، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانيّة العاجلة دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة وتحرير الرهائن. كما دعا الجانبان جميع الجهات إلى ضمان اتخاذ التّدابير اللّازمة لتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصّادر في 24 أيّار 2024 بشأن رفح".