اشار رئيس دير مار يوحنا القلعة في بيت مري الاب بشارة ايليا الى انه أمامَ بقايا هيكلِ بعبلِ مرقدِ الذي شهدَ على مسيرةِ الإنسانِ في البحثِ عنِ الإله الحيِّ، كما على المحطَّاتِ التاريخيَّةِ التي شهِدَها جبلُ لبنانَ، منذُ آلافِ السنينَ، أطلَّ عام ١٧٤٨، فتوافدَ أجدادُنا الأنطونيُّونَ، فمسحنوا الأرضَ والحجارةَ. فارتفعَ الصليبُ المقدَّسُ وأيقونةُ أبي الرهبانِ ومن ثَمَّ أُعطيتِ الشفاعةُ لمار يوحنا المعمدانِ، الذي "يسيرُ أمامَ اللهِ بروحِ إيليَّا وقوَّتهِ" وهو الصوتُ الصارخُ "توبوا لقد اقتربَ ملكوتُ اللهِ".

ولفت الاب ايليا في كلمة له بمناسبة ولادة مار يوحنا المعمدان، الى ان ميلادُ يوحنا احتفالٌ بالأملِ والرجاءِ، حيثُ اليأسُ والعُقْمُ، يوحنا كلمةُ الحقِّ، حيثُ الظلمُ والاستبدادُ. الاحتفالُ بميلادِ يوحنا، هو احتفالٌ بتحنُّنِ اللهِ، خصوصًا في زمنِ المحنِ والشدةِ حيثُ تتجلَّى الإيمانيَّةُ بالشهادةِ والاستشهادِ. ولو كانت لحجارةِ هذا الديرِ صوتٌ، لمجَّدتِ اللهَ، وهي بصمتها تمجِّدُ، وكيف لا، وهي الشاهدةُ على صفاتِ مار يوحنا، التي جسَّدها رهبانُ هذا الديرِ على مدى الأجيالِ، ولا أقلهما شهادةً، الحاضرينَ أبدًا معنا، الأبوينِ المغيَّبينِ، ألبير شرفان وسليمان بو خليل. ليبقى السؤالُ الأبرزُ في ميلادِ يوحنا: "ما عساهُ أن يكونَ هذا الصبيُّ؟" أتى الجوابُ بوقوفِ يوحنا المعمدانِ أمامَ هيرودسَ وهيروديا مأنِّبًا.

واردف "ارفعوا الصوتَ يا قدسَ الأبِ العامِّ والصلواتِ في هذه الذبيحةِ الإلهيَّةِ على نيَّةِ لبنانَ وكلِّ أبنائهِ، ومن أجلِ كلِّ من يحملُ اسمَ هذا القديسِ العظيمِ، وكلِّ من تركَ بصمةً في هذا الديرِ من أحياءٍ وأمواتٍ. وسمِحَ لي قدسُ الأبِ العامِّ أن أخصَّ بالذكر والشكُرِ قيِّمَ هذا الديرِ الأبَ شربل بو عبود الذي يصادفُ اليومَ عيدُ ميلادِه، فهو لم يحمل اسمَ يوحنا إنّما صفاتِه ومحاسنَه. ومحيّيًا عميّد الرهبانيّة الأب بولس دحدح والأبوين الفاضلين ميشال قزي وإيلي سميا على تعاونهم وشهادتهم في جماعتنا الأنطونيّة، في "بيت الأسياد" بيت مري.