اشارت "الانباء" الكويتية، الى انه لم يعد مقبولا في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية أرضا وشعبا من احتلال وقتل وتدمير، ان يبقى الفلسطينيون على خلافاتهم البينية، بينما يطالبون العرب ومنهم اللبنانيون بالوقوف إلى جانبهم في مواجهة الوحش الإسرائيلي الفتاك الذي لا يقيم وزنا لقوانين إنسانية ولا لشرائع ومعاهدات.

وسأل مرجع رسمي لبناني عبر «الأنباء»الكويتية: «أما آن للفلسطينيين ان يساعدوا لبنان عبر تذويب خلافاتهم؟ ألا يعلمون ان أفضل هدية يقدمونها للبنانيين ولكل العرب هي الوحدة الفلسطينية؟ والسبيل إلى ذلك هو الانضواء في مشروع التحرر الوطني الفلسطيني، وتحصين منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، والاقلاع عن الايديولوجيات التي لا تشبه التاريخ الفلسطيني وتركيبة شعبه المتنوع الذي يجمع الاديان السماوية الثلاث».

واوضح المرجع «ان ما قدمه لبنان ولا يزال للقضية الفلسطينية لم تقدمه أي دولة اخرى، وما تحمله من تداعيات احتضان القضية الفلسطينية من عدوان إسرائيلي مستمر دمر الحجر والبشر، لم تتحمله اي دولة اخرى. ونحن نعتبر اننا قمنا ولا نزال نقوم بواجبنا، انما دائما هناك عبارة «ولكن»، بمعنى ان على الفلسطينيين بجميع فصائلهم ان ينهوا خلافاتهم كلها إلى غير رجعة، وان يحصنوا واقعهم في لبنان لاسيما داخل المخيمات بالوحدة والتخلص من الجماعات المسلحة والإرهابية التي صارت تجد الملاذ الآمن لها داخل هذه المخيمات».

وكشف المرجع عن ان «سبب طرحه لهذا الامر ودعوته إلى الوحدة الفلسطينية ونبذ كل ما يمت إلى الإرهاب والجريمة المنظمة من صفوفهم، هو ما تسرب إلى جهات لبنانية، عن وجود نيات سيئة تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، بحيث أيا كانت نتائج الحرب على قطاع غزة، فإن جماعات مدعومة من جهات معروفة تستعد لإشعال المخيمات الفلسطينية وعددها الرسمي 12 مخيما، بهدف السيطرة عليها وإنهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية داخلها، وهذا الامر في حال حدوثه سيشكل تحديا خطيرا للبنان كون هذه الجماعات ستحول المخيمات إلى بؤر ارهابية على مساحة الخريطة اللبنانية».

واوضح المرجع: «ان ما شهده مخيم عين الحلوة قبل اندلاع الحرب على قطاع غزة، من اعتداءات على الشرعية الفلسطينية عبر تنفيذ عمليات اغتيال لقياديين مهمتهم السهر على حفظ أمن المخيم، ومن ثم فتح معركة للسيطرة على المخيم، كشف حجم التدريب والتسليح للجماعات داخل المخيم، وكشف ايضا كيف ان فصائل اساسية من خارج منظمة التحرير تدعم هؤلاء بهدف السيطرة على المخيم واستخدامه ورقة مساومة بيدها داخل لبنان وخارجه».

واشار المرجع إلى نقطة اساسية وهي «وجوب ان يتعامل لبنان الرسمي والشعبي في كل ما يتصل بالوجود الفلسطيني في لبنان مع المرجعية الرسمية الممثلة لدولة فلسطين وسفارتها في بيروت، مع التشجيع المستمر على وجوب ان يتواضع البعض ممن هم خارج منظمة التحرير وان يبادروا هم إلى كلمة سواء تجنب لبنان أي اقتتال فلسطيني ـ فلسطيني جديد، لان حق لبنان عليهم، وهو الذي يخوض حرب اسناد إلى جانبهم تكلفه خسائر ضخمة في الارواح والممتلكات، ان يبادلوه بالانتظام تحت سقف الشرعية اللبنانية، وألا يحولوا لبنان إلى ساحة او صندوق بريد».