تتواصل الحرب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني منذ 9 اشهر قصفا وغارات جوية وتدميرا للمنازل والوحدات السكّانية، وتترافق مع تهديدات إسرائيليّة باجتياح الجنوب، فيما حزب الله كان أعلن استعداده لمواجهة أي احتمال لاتّساع رقعة العمليات الحربية ضد لبنان اذا فشلت الاتصالات الإقليمية والدولية في ردع جنون رئيس وزرا الحرب الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ولجمه عن تعطّشه للدماء والابادة عبر تهديده بحرب مفتوحة على لبنان، وهو الّذي دمر بجيشه بشكل كبير جدا معظم القرى والبلدات الامامية، التي تحولت الى ركام والمنازل الى اطلال.

وفي سياق الحرب الاسرائيلية الجارية على لبنان، نفى مصدر أمني لبناني عبر "النشرة" ما تسوّقه وتشيّعه بعض وسائل الاعلام العالمية ويردده بعض الاعلام العربي والمحلّي عن وجود لقوّات يمنيّة حوثيّة او لكتائب حزب الله العراقيّة في المنطقة الجنوبيّة الحدوديّة، مؤكدا انه لم يُشاهَد أيّ عنصر عراقي او يمني في الجنوب، ولم يسجّل أي دخول عبر مطار بيروت الدولي، ولا حتى مرور على حاجز الخردلي الوحيد المؤدّي الى المنطقة الحدوديّة، او من خلال البقاع الغربي المؤدّي الى الجنوب، وأكّد أنّ كل ما يقال عن ذلك هو محض افتراء وتخيّلات مليئة بالكذب.

ولفت مصدر آخر معني بما يجري على الساحة الجنوبيّة ان حزب الله ليس بحاجة الى دعم بشري عربي او افريقي، ولديه كل الإمكانات التسليحيّة القادرة على التصدّي لأي هجوم إسرائيلي على الجنوب اللبناني بل المبادرة بالهجوم الى الشمال الاسرائيلي.

وأوضح المصدر "ان ارضنا ليست مستباحة واي عدوان بري لن يكون نزهة، انما سيكون مقبرة للغزاة ومجزرة للآليات على أنواعها، حيث بات الحزب اليوم أكثر قدرة كمًّا ونوعًا على التعامل على أي هجوم وصدّه، اضافة الى تحضيرات كان جهّز لها سابقًا يمكن ان ينفذ من خلالها عمليات كبيرة ستفاجئ الجيش الاسرائيلي، الّذي اذا كان متحمّسًا لعمليات انزال خلف الخط جنوبي او شمالي الليطاني او القيام بأي عملية خاطفة، سيتساقط جنوده خلالها كالعصافير، كما وأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لديهم أوامر صارمة بالتصدّي لأي تقدّم برّي إسرائيلي نحو الحنوب وبالامكانات المتاحة. فالجيش الذي قدم شهيدين في العديسة عام 2008 لن يبخل بتقديم المزيد دفاعا عن الأرض والسيادة والاستقرار وصونا للأراضي اللبنانية في الجنوب ودفاعا عن الحدود.

وكشف المصدر أنه يتواجد في المنطقة الحدودية عناصر تتبدل أسبوعيا لـ"سرايا القدس" في حركة الجهاد الإسلامي، التي انتشرت منذ طوفان الأقصى وكان احتجز الجيش الاسرائيلي 6 جثامين لها في عمليات سابقة وهو يحتفظ بهم. اضافة لوجود فصائل من حركة حماس والجماعة الإسلامية في منطقة العرقوب.

من جهته أكّد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور وسام قانصو عبر "النشرة" "اننا متواجدون كفصيل مقاوم في المنطقة الحدودية ونشترك مع حزب الله وحركة أمل في غرفة عمليّات مشتركة، وهناك اعلى درجات التنسيق، ونحن قدمنا سابقا شلالات من الدماء والشهداء منذ 8 تشرين الأول الفائت، ومستعدون لتقديم المزيد في حال محاولة أي اجتياح برّي إسرائيلي للجنوب".

وأضاف قانصو "ان العدو الغارق في وحل غزّة لن يستطيع القيام باجتياح واسع في الجنوب لانه سيغرق بوحله، وستتحول الأمور الى حرب إقليمية ستشارك فيها ايران والعراقيون واليمنيون وكل فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانيّة بكل تلاوينها وأطيافها، والمقاومة ستقاتل كما قال (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله في أي حرب بلا ضوابط وبلا أسقف، وان اقسى ما يمكن ان يقوم به العدو هو استهداف مبان خدماتيّة او مراكز حكوميّة، مؤكدا ان (الرئيس الأميركي جو) بايدن لم يوافق حتى الان على توسيع الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، لانه يعلم ان ايران ستدخلها بلا هوادة وبكل قوّتها ولن تكون روسيا بمنأى عن هذه الحرب دعما للمقاومة دبلوماسيّا وتسليحًا، ومدّها بالصواريخ التي تطال العمق الإسرائيلي". وعلّق قانصو على الوساطة الألمانية الجارية لخفض التصعيد، ومفاعيل زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للبنان وإسرائيل، موضحًا أن الامر ليس بيد الالمان انما بيد الاميركيين الذين يستطيعون الضغط على إسرائيل.