نقلت مواقع عالمية رسالة مسؤولين إسرائيليين الى واشنطن تقول أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو غير مهتم بحرب مع حزب الله ويفضل الحل الدبلوماسي، ويترافق هذا الكلام مع قاله مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، على "اننا حاليا نفضل أن نركز اهتمامنا على المسار الدبلوماسي"، رغم تأكيده "وجود إجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان، ولكن بالتزامن مع هذه التصريحات تشتعل الحرب النفسية بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، كما ترتفع وتيرة التجهيز لأي تصعيد محتمل.

يُفترض بحسب مصادر متابعة لمجريات الاعتداءات جنوباً أن تنتقل اسرائيل خلال بداية شهر تموز المقبل الى مرحلة جديدة من الحرب في غزة، تقول بأنها ستكون أقل عنفاً وبكثافة عسكرية منخفضة، وهو ما أشار إليه المبعوث الأميركي آموس هوكستين خلال زيارته الى بيروت رغم أنه لم يأت بالأجوبة المتعلقة بالأسئلة اللبنانية حول تلك المرحلة ما يمكن أن يحصل فيها، ولكن انتقال العدو الى مرحلة جديدة سيؤدي الى قيام الجيش الاسرائيلي بنقل جزء من القوات العسكرية من جنوبه الى شماله، وهذه الترتيبات تفترض وجود أخرى مقابلة من الجهة اللبنانية.

تكشف المصادر عبر "النشرة" أن حزب الله سيتعامل مع شهر تموز وما بعده ضمن حسابات خاصة، فهو وإن كان لا يزال يعتقد أن الحرب الواسعة مستبعدة في الوقت الراهن لأسباب كثيرة داخل اسرائيل وخارجها، إلا أنه لا يستبعد قيام اسرائيل بحماقة ما من خلال توسيع المعركة جنوباً، وبالتالي يُفترض التعامل مع هذا الأمر بجدية وهو ما بدأ الحزب العمل عليه، مشيرة عبر "النشرة" الى أنّه سيتعامل مع توسيع الحرب في الجنوب عبر توسيع الحرب في الشمال الاسرائيلي.

تشدّد المصادر على أن جزءاً أساسياً من رسائل الهدهد التي نُشرت في حلقة أولى ومن ثم حلقة ثانية كانت موجهة نحو هذه النقطة بالتحديد، فتوسيع الحرب جنوباً يعني الوصول نحو حيفا أي عمق الشمال الاسرائيلي، ولو أن الحزب قسّم أهدافه شمال فلسطين الى ثلاثة أقسام، مدنية وهذه تُستهدف بحال أقدم العدو على استهداف المدنيين في لبنان، وعسكرية وهي الأهداف التي ستكون لها الاولوية كما هو الحال اليوم، واستراتيجية وهذه متروكة لتكون رداً على العملية الاسرائيلية وحجمها وطريقتها، حيث أن استهدافها يعني أن الحرب وصلت الى مستوى معين من الحماوة، قد لا تصل اليه.

من هذا المنطلق، تؤكّد المصادر أن الحزب بصدد اتخاذ اجراءات جديدة بداية شهر تموز، منها تشكيلات تُحاكي التصعيد الاسرائيلي المحتمل في الجنوب، مشيرة الى أنه جاهز لكل الاحتمالات، وهو خلال الفترة الماضية حضّر كل ما يحتاجه من سلاح، وأعاد تعبئة مخازنه كبديل عن المستعمل منذ تشرين الأول الماضي، فهل نكون أمام ميني حرب في الجنوب، أم تنجح الإدارة الأميركية بسحب فتيلها وهي قد لا تبقى محصورة في المنطقة؟.