قارَن نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، في كلمته خلال رعايته حفل إطلاق وتوقيع كتاب "خلاص النّفس" للعلماني جورج شويري، في جامعة الحكمة في فرن الشباك، بين "الاباء روّاد نظريّة قدريّة الإنسان، وروّاد نظريّة الحرّية في الإيمان الّتي تبنّاها اللاهوتيّون اليسوعيّون، لإثبات أنّ المساءلة في اليوم الأخير لا يمكن إلّا أن تكون مرتكزةً على أساس صحيح، وهو أنّ الرّبّ أعطانا الحرّيّة في الإيمان".

وأشار إلى أنّ "المؤلّف المعروف بروحانيّته العميقة والبسيطة في آن واحد، يقول في إهداء كتابه أنّه لولا يد الكلمة (أي الله) العاملة به، لما كان استطاع أن يفعل شيئًا إطلاقًا. وفي هذه المسلّمة أبدأ تعريفي بالكتاب، إذ أضعه تحت عنوان آخر مختلف عن العنوان الّذي اختاره المؤلّف، إذ اخترت له عنوانًا معبّرًا هو: "جئت لأشهد".

بدوره، أوضح شويري "أنّني استمدّيت فكرة الكتاب من خلال نعمة الله وبركة عمل الروح القدس، على مدى اثني عشر عامًا من الصّلاة والتأمّل. وعندما حان الوقت واستحقّت الفترة الزّمنيّة الضائعة خلال حقبة آفة الكورونا، أبحرت في عمق أبعاد فكرة هذا الكتاب، من أجل الإسهام ومن خلال خبرتي الشّخصيّة، في خير الآخرين وحصولهم على متانتهم النّفسيّة والرّوحيّة واللّاهوتيّة، وابتدأت آنذاك بتنفيذ صياغة حروف كلماته؛ إلى أن أبصر النور ليصبح اليوم بين أيدينا".

ولفت إلى أنّ "الكتاب يبحث في قضيّة الخلاص، وهو غايته الإيمان، رجاء جماعة المؤمنين، سعيًا إلى التعلّم والإصلاح وتهذيب النّفس، من خلال استخدام وتفسير نصوص الآيّات المقدّسة، كاشفًا خلل وعيوب الإنسان المصاب بضعف أخطائه وهو يعيش في حالة من الانفصال الرّوحي، كما يعاني من الاكتئاب الّذي يمكن وصفه بالشّعور العميق بالانفصال عن خالقه؛ فضلًا عن معاناته من قلق وجودي وروحي.

واعتبر شويري "أنّنا بالتّالي، نتحوّل من حالة الخطيئة والابتعاد عن خالقنا، إلى حالة النّعمة والاتحاد معه، وهي جزء من النّظرة الوجوديّة المسيحيّة العميقة لحالة الإنسان بشقائه وتعاسته، حتّى يتحقّق شفاء وخلاص نفسه من خلال الإيمان وبعمل سكنى الروح القدس، الّذي يعمل فينا بروح البنوّة في عمليّة التّحرير والتّبرير من فساد خطايانا وموتنا الرّوحي".